شيعت بعد صلاة الجمعة، لنهار الجمعة جنازة الشاب نعيم فطمي المغتال بفرنسا، بمقبرة ششار بولاية خنشلة، بحضور جمع غفير من أبناء المدينة، وممثلين عن السلطات الولائية، الذين ابدوا مساندتهم لعائلة الضحية، الذي اغتيل الاثنين الماضي، بالمنطقة الخامسة لمدينة مرسيليا الفرنسية، بعد أن أطلق عليه مجهولون الرصاص، عندما كان متواجدا رفقة شخصين آخرين جزائريين بالقرب من المسجد. وكانت الرصاصات التي اخترقت جسد ابن مدينة خنشلة نعيم فطمي كافية لتضع حدا لحياته، في عين المكان، في جريمة بشعة لازالت ظروفها وأسبابها غامضة. في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات التي باشرتها الجهات الأمنية الفرنسية. وقد طالبت عائلة نعيم، وعدد من أقاربه ورفاقه، من السلطات الجزائرية، التدخل لدى نظيرتها بفرنسا، قصد توقيف الفاعلين في أقرب وقت. وكان نعيم فطمي متزوجا من سنغالية، وأب لطفل يبلغ من العمر 7 سنوات، ومقيما بالمقاطعة 15، بمدينة مرسيليا، منذ أكثر من 13 سنة، وهو موظف سام بمطار مرسيليا الدولي، وكان بصدد ركوب سيارته السياحية، على مستوى الشارع الرئيسي للمقاطعة، مباشرة بعد أدائه لصلاة المغرب بمسجد الحي، قبل أن يدعوه شابان آخران أحدهما من خنشلة، لارتشاف فنجان قهوة معهما، ليتفاجأ بشخصين يرتديان أقنعة، وحاملين لمسدسين، وجها له وابلا من الرصاص، وفرا نحو وجهة مجهولة، ليلفظ نعيم أنفاسه الأخيرة بعين المكان وأصيب مرافقاه بجروح بليغة. وعثرت السلطات الفرنسية على السيارة التي استعملها الفاعلون في عملية الاغتيال، على بعد 52 كلم من مكان الجريمة، وبداخلها دلوا معبأ بمادة البنزين، كما تم الاستماع إلى أكثر من 12 شخصا، أدلوا جميعا بالمعلومات الخاصة بالهجوم، واستمعت الشرطة إلى أقوال الضحيتين الناجيين، في الحادث، داخل مستشفى المدينة، قبل أن ترخص السلطات القضائية بفرنسا، بنقل جثمان نعيم فطيمي إلى مسقط رأسه بأرض الوطن، وقد وصل إلى مطار قسنطينة صبيحة مس، وتم نقله إلى مدينة خنشلة أين تم تشييع جنازته بمقبرة ششار في جو جنائزي مهيب عقب صلاة الجمعة. والدة نعيم الحاجة كردوني شمامة، لم تتمالك نفسها، وهي تتحدث للشروق ، فكانت تصرخ "حسبي الله ونعم الوكيل في حق قاتلي المازوزي أنتاعي، ونتمنى يحكموهم قبل لا أنموت باه تبرد كبدتي...؟؟".