أجلت أول أمس محكمة الجنايات بمجلس قضاء بومرداس، النظر في قضية أكبر عمليات تهريب للسلاح من المغرب إلى معاقل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في الشمال، تورطت فيها شبكة تهريب السلاح من المغرب إلى معاقل التنظيم الارهابي، وتوبع فيها 38 متهما. * النظر في هذه القضية التي يطلق عليها اسم "أنياب الفيل" سيكون خلال الدورة الجنائية القادمة، وذلك بطلب من دفاع متهمين اثنين، ويوجد من بين المتهمين في القضية شخص جنده أمير المنطقة الثانية "للجماعة السلفية للدعوة والقتال"، لجلب شحنات كبيرة من الأسلحة عبر الحدود، حيث وجهت للمتهمين تهمة المتاجرة بالأسلحة والذخيرة، والانتماء إلى جماعة إرهابية، وتمويل وتموين جماعات إرهابية، وعدم التبليغ عن أعضائها. * ويوجد من بين المتهمين، 28 موقوفا والبقية استفادوا من الإفراج المؤقت وآخرين في حالة فرار، أو تم القضاء عليهم من طرف قوات الأمن وأبرزهم المدعو زهير حارك، المكنى "سفيان أبي حيدرة"، أمير المنطقة الثانية بالجماعة السلفية، الذي قضت عليه مصالح الأمن العام الماضي، والذي كان الرأس المدبر لتهريب شحنة السلاح التي تم ضبطها من طرف الجيش في ولاية غرداية يوم 12 أكتوبر 2006. * ويتضمن ملف القضية الذي تم إعداده على مستوى غرفة الاتهام، معطيات مفادها أن جزءا كبيرا من الأموال التي استعملت في شراء السلاح، مصدرها اختطاف أثرياء من مدن وقرى تقع بالمنطقة الثانية "للجماعة السلفية" سابقا. * وكان الارهابي "حارك" هو المنسق الرئيسي لعمليات الاختطاف وطلب الفدية من أهالي المختطفين، نظير الإفراج عنهم، وقد تم إجهاضه على مستوى بريان بعد أن حجزت على متن شاحنة في نقطة مراقبة أمنية وتم القضاء حينها على إرهابيين غير مبحوث عنهما كانا داخل الشاحنة، واكتشفت أجهزة الأمن قطعا من سلاح كلاشنيكوف وعددا كبيرا من مخازن السلاح، وقد وردت أسماء الأشخاص ال 38 في الملف القضائي، إما على سبيل التورط بشكل مباشر في التخطيط لتهريب السلاح أو مساعدة الإرهابيين على نقله عن طريق تزوير الوثائق. * * 3 فتيات وعجوز في 74 من عمرها ضمن المتهمين * ما ميز الجلسة إخضاع المتهمة س. خيرة 74 سنة للتحقيق والإستجواب في جلسة مغلقة لغيابها عن إجراءات التحقيق الأولى، لتجتمع هيئة المحكمة في حدود الساعة الواحدة والنصف زوالا، وقد شدّت الأنظار نحو العجوز التي كانت في قلب القضية، رغم كونها عاجزة حتى عن المشي، ما أثار حفيظة كل الحاضرين. تهمة العجوز تركزت في تمويل جماعة إرهابية، التهريب وعدم التبليغ، فيما أنكرت هذه الأخيرة التهم المنسوبة إليها، مؤكدة أنها كانت تنوي فعلا شراء شاحنة من أجل مساعدة إبنها على إيجاد فرصة عمل من خلالها. * حيث وعدها أحد معارفها بأخذها إلى المغرب أين تباع هناك شاحنات بأقل ثمن، حيث توجهت العجوز إلى المكان، وعاينت إحداها، لتقدم لصاحبها عربونا من المال، على أن يسلمها وثائق الشاحنة بعد أسبوع، غير أن أمد الإنتظار طال دون الحصول عليها، لتكتشف أنها تعرضت للإحتيال، لترضى بما أصابها دون أن تبلغ مصالح الأمن. وأثناء تفكيك الجماعة الإرهابية التي تقف وراء صفقة أنياب الفيل، تم ذكر إسمها كأحد مقتنيي الشاحنات المزورة، وهو ما جعل هيئة التحقيق تعتبر عدم إبلاغها مشاركة في عملية التهريب وتمويل جماعة إرهابية. العجوز رفقة الفتاتين الأخريين بقين غير موقوفات، لكن تحت الرقابة القضائية، حيث أدينت هاتان الأخيرتان بدورهما بمعية الثالثة التي مازالت لم توقف بتهمة تزوير وثائق رسمية تتمثل في وثائق العربات، وإستعمال المزور.