عبر عدد من مواطني بلدية الحمراية الواقعة على بُعد 120 كلم شمال عاصمة ولاية الوادي، عن استيائهم وتذمرهم من المستوى الذي وصفوه بالمتدني، للخدمات الصحية المقدمة لمرضى البلدية، بالعيادة متعددة الخدمات بالحمراية، وكذا قاعة العلاج بقرية المقيبرة، التابعين للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية بقمار. وذكر عدد من هؤلاء المواطنين، بأن عيادة الحمراية، أصبحت لا تملك أي شيء له علاقة بالصحة، سوى اللافتة المعلقة على مدخلها، حيث تعاني من نقص في الطاقم الطبي، سوءا تعلق الأمر بالأطباء العامين أو المُختصين، وحتى عمال شبه الطبي، والممرضين، مما أثر سلبا على حسن سير هذا المرفق، الذي قالوا بأنه أصبح هيكلا بدون روح، بعد أن تعطل جهاز الراديو، وتم إغلاق مخبر التحاليل، وانعدام طبيب للأسنان، وكذا طبيبة خاصة بأمراض النساء والحوامل، كما أن العدد القليل من الأطباء الموجودين حاليا، لا يمكنهم ضمان الرعاية الصحية لسكان البلدية، لاسيما في الليل، حيث ذكر هؤلاء المواطنون أن الأطباء يتم الاتصال بهم هاتفيا في الليل للمجيء لإسعاف الحالات الحرجة. واشتكى مواطنو بلدية الحمراية، من انعدام بعض الأدوية الضرورية للإسعافات الأولية، على غرار الضمادات والحقن، وبعض مسكنات ألام الرأس والغثيان وغيرها، وهو ما عزز من مخاوفهم عدم وجود بعض اللقاحات المهمة، لاسيما المتعلقة باللسع العقربي، كما أكدوا بأن بلدية الحمراية تقع على الطريق الوطني 48 الرابط بين الوادي وبسكرة، والذي يعرف حوادث مرور بأرقام فظيعة، ما يستوجب على العيادة متعددة الخدمات أن تكون في حالة جاهزية قصوى وفي جميع الأوقات، لإسعاف الجرحى والمصابين في حوادث المرور، فضلا عن سكان المنطقة. وأكد هؤلاء الغاضبين أنهم أصبحوا لا يتجهون لعيادة الحمراية لعلمهم المسبق، بأنها خاوية على عروشها، في حالة تعسر في الميلاد لنسائهم، أو إذا مرض أحدهم، وأصبحوا يفضلون التوجه إلى مستشفى المغير على بعد 80 كلم، أو الذهاب لبلدية الرقيبة أو قمار أو الوادي، وهو ما زاد من معاناتهم ومعاناة مرضاهم، أما قاعة العلاج بقرية المقيبرة التابعة لبلدية الحمراية، فحدث ولا حرج، حسب هؤلاء المواطنين. وناشد العديد من سكان بلدية الحمراية كل من مدير الصحة بالولاية، للتدخل وإيجاد حل للمرافق الطبية التي لا تعمل وكذا تعزيز الطاقم الطبي ليستقبل المرضى ويعالجهم، بالإضافة لتزويد العيادة بما تستحقه من أدوية ومعدات، كما ناشدوا الوالي السعي من أجل تحقيق مطالبهم وإنهاء معاناتهم التي نغصت حياتهم، على حد تعبيرهم.