نفى المستشار الجزائري باليونسكو، منير بوشناقي، ما تناولته وسائل إعلامية في الفترة الأخيرة بحذف "اليونسكو" لقصبة الجزائر من لائحة التراث العالمي، وأكدّ أنّ "القصبة" لم تكن ضمن القائمة المهددة ولم تصل إلى هذه الدرجة رغم وضعها السيء. وقال بوشناقي إنّ قصبة الجزائر مصنفة اليوم ضمن قائمة التراث العالمي وليست مهددة بالسحب أو الحذف من قائمة "اليونسكو"، وأضاف المتحدث على هامش أشغال الملتقى الدولي حول "حماية وتنشيط القصبة" الذي يختتم مساء اليوم بفندق الأوراسي إنّ الحذف حدث مرتين في تاريخ اليونسكو، وتعلق الأمر بدولة سلطنة عمان التي طلبت من المنظمة سحب موقع طبيعي لديها لأسباب اقتصادية، فيما تعلق السحب الثاني بمدينة درسد ووادي الألب بألمانيا لاختلاف السلطات حول بناء جسر بها، حيث تم في الأخير سحب المدينة من قائمة التراث لإصرار الحكومة الألمانية على بناء الجسر. ولفت المتحدث في السياق أنه في مثل هذه الحالات تتقدم الدولة بطلب إلى اليونسكو بغرض تسجيل تراثها، واليونسكو تدرس الملف عن طريق منظمات غير حكومية مثل المنظمة الدولية للحفاظ على المواقع والمباني التاريخية "الايكروم". وتابع: "وعندما نرى حالة الحفاظ وما جاء في التقرير الذي يقدم إلى لجنة التراث العالمي فإذا أوضح التقرير أن الحالة تحتاج إلى وضع الموقع على التراث الثقافي في الخطر يتم ذلك"، وعن القصبة المدينة العريقة أكدّ أنّها لم تصل إلى هذه الدرجة، وهي مصنفة ضمن قائمة التراث العالمي. وشدد أنّ اجتماع الأوراسي بدعم من السلطات يهدف إلى الحفاظ على تراث القصبة الذي لديه مردود اقتصادي من خلال إعادة بعث بعض الحرف والصناعات التقليدية ولم لبيوت القصبة من خصوصية. وعلّق في الصدد: "لو تركناها تنهار ستضيع روح المدينة"، واعتبر المتحدث أنّ الاجتماع مهم لتكوين ومعرفة حول التجارب في بلدان مماثلة والتعرف على المنهج الذي اتبعته الدول الأخرى والدور الذي لعبته اليونسكو حتى تعطي مساعدة فنية لهذا الموقع القصبة. وواضح أن الملتقى سيقيم من خلال اللقاءات وضع القصبة الحالي ويكشف عن التجارب التي جربت في بلدان أخرى، وبناء عليها يتم عمل ورشات وتحلل المشاكل المتعددة، لكن شدد أنّ المشكلة ليس ترميم قصر أو معبد أو مسجد، ولكنه مكان حي وسياسة اليونسكو هي أن لا تجعل من القصبة متحفا بل مدينة مزدهرة وتدرّ مردودا اقتصاديا مع مراعاة حياة السكان. وكشف بوشناقي أنّ هناك مواقع قيد التسجيل على مستوى لجنة التراث العالمي باليونسكو تتضمن مواقع طبيعية بالصحراء وبيوت بمدينة تبسة وأخرى.