أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أن ترميم القصبة مهم جدا، لكن يجب التساؤل عما سيحدث بعد ترميم الجدران، مضيفا في الملتقى الدولي حول «حماية وتنشيط قصبة الجزائر، موقع من التراث العالمي» الذي تنظمه وزارة الثقافة رفقة اليونسكو بفندق الأوراسي، أنّه يجب الاهتمام بالحياة التي نريدها في هذه المدن العتيقة، وبتنميتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، إضافة إلى توفير كل السبل للعيش الهنيء فيها. قال وزير الثقافة إن الجزائريين يقومون بتكوينات في المعاهد العالمية للترميم، علاوة على احتكاكهم بالمختصين في هذا المجال، خاصة في المدن المتوسطية العتيقة المرممة، مثل تورينو وتونس، بغية نقل الخبرات إلى الجزائر والاهتمام بمدننا العتيقة في كل من قصبة الجزائر، قصبة دلس، قصبة تنس وغيرها. ونوّه ميهوبي بدور اليونسكو في مساعدة الجزائر في تحقيق هذه المهام، مشيرا إلى أهمية التراث بالنسبة للدولة، والدليل القوانين التي تنص على حماية وتثمين تراثنا، ومن بينها المادة 45 مكرر لدستور 2016، التي تنص على أن حماية التراث الثقافي مبدأ دستوري. بالمقابل، طالب الوزير بإعادة النظر في قانون 98-04 المتعلق بالقطاعات المحمية، إذ من الضروري تسليط عقوبات أشد على سارقي ومخربي المواقع والمعالم التراثية، إضافة إلى تحقيق انسجام أكبر مع الاتفاقيات الدولية. وتوقف ميهوبي عند إشكالية تأهيل المدن التراثية الثقافية من حيث توفير ظروف حياة مناسبة لسكان هذه المدن، وتحسيسهم بأهمية المحافظة عليها، ولم لا ترميم المدن من دون ترحيل سكان القصبة، إضافة إلى تحقيق هذا التأهيل وفق معايير اليونسكو؛ من خلال تضافر العديد من القطاعات الحكومية والمجتمع المدني. أما السيد مراد بوتفليقة، مدير حفظ التراث وترميمه بوزارة الثقافة، فاعتبر أن الهدف من تنظيم هذا الملتقى هو البحث عن السبل المثيلة لحفظ المدن العتيقة وتنشيطها، مشيرا إلى أن الاهتمام بحماية المعالم والمواقع التراثية يُعتبر خطوة رائدة لمرحلة جديدة تتعلق بحفظ التراث، اتّخذتها الجزائر الواعية بأهمية دور التراث في التأكيد على الهوية الثقافية للشعوب. بدورها، تحدثت السيدة ندى حسن، رئيسة قسم الدول العربية بمركز التراث العالمي في اليونسكو، عن أهمية القصبة بالنسبة للجزائر بصفة خاصة والعالم بصفة عامة، مذكرة بتسجيلها تراثا عالميا سنة 1992. كما اقترحت تبنّي منهج شمولي يضع القصبة داخل إطار أوسع، ويحقق تنميتها الاجتماعية والاقتصادية ضمن مخطط الأممالمتحدة الخاص بالتنمية المستدامة (سنة 2030). أما وزير السكن والعمران والمدينة عبد الوحيد طمار، فاعتبر أنّ التعايش العمراني الذي تتصف به المدن العتيقة لا يوجد في المدن الجديدة، داعيا إلى الحفاظ على الجمال المعماري لها، ليكشف عن مشروع ترميم شارع بلوزداد (بلكور) وواجهات الأحياء العتيقة في انتظار توسيع هذه العمليات إلى أحياء أخرى. للإشارة، تتواصل فعاليات الملتقى الدولي حول «حماية وتنشيط قصبة الجزائر، موقع من التراث العالمي» إلى غاية غد، بتقديم عدة مداخلات من مختصين عالميين، يقدمون تجارب ترميم مدنهم التراثية.