نشرت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية، السبت، موضوعاً عن الانتخابات الرئاسية في مصر بعنوان "تخويف كل منافسي الرئيس". وتقول الصحيفة، إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "يستخدم الاعتقالات والمحاكمات والإرهاب للتأكد من إعادة انتخابه لدورة أخرى في الرئاسة". وأوضحت الصحيفة، أن "الفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق في الجيش كان في طريقه لمكتبه في منطقة الزمالك لكن عدداً من السيارات التابعة لجهاز استخباراتي كانت في انتظاره عند مطلع جسر السادس من أكتوبر وأجبروا سائقه على التوقف قبل أن يقتادوا الرجل إلى مكان غير معلوم ليعلن بعد ذلك أنه رهن التحقيق من قبل المدعي العام العسكري". وجاء كل ذلك بعد أيام من إعلان عنان نيته الترشح لانتخابات الرئاسة. وتعتبر الصحيفة، أن "سياسة إرهاب وتخويف المنافسين تعد دليلاً واضحاً أن النظام في مصر لم يعد مهتماً حتى بالمظهر الديمقراطي خلال الانتخابات مشيرة إلى أن أربعة مرشحين على الأقل تم اعتقالهم أو تقديمهم للمحاكمة بينما تعرض آخرون لتهديدات للتخلي عن الترشح". وتنقل الصحيفة عن المستشار هشام جنينة رئيس جهاز الرقابة الإدارية السابق قوله: "سأكون مخادعاً لنفسي لو قلت إنه توجد في مصر عملية سياسية من أي نوع". وتعرض جنينة - الذي عمل في حملة الفريق عنان - نفسه إلى اعتداء عنيف لدى خروجه من منزله، السبت. ولا تزال هوية المهاجمين مجهولة. لكن أفادت تقارير نقلاً عن مقربين من جنينة، أنه قبل تعرضه للهجوم كان سيتقدم بطعن على استبعاد عنان من كشوف الناخبين الثلاثاء الماضي لكونه لا يزال عسكرياً. وتقول التلغراف، إن الأسبوع الجاري شهد مرور الذكرى السابعة لثورة يناير/جانفي، لكن ميدان التحرير رمز تلك الثورة بدا خالياً من أي حشود فقط رجال الأمن بزيهم الأسود. "موقف محرج" وتعرج على كيفية وصول السيسي لحكم مصر بعد أن أطاح الجيش بالرئيس محمد مرسي - أول رئيس منتخب في البلاد - بعد عودة الجماهير للشوارع ثم خلع زيه العسكري وترشح للانتخابات وتخلص من معارضيه وأولهم جماعة الإخوان المسلمين. وتضيف التلغراف، أن المرشح السابق أحمد شفيق تعرض أيضاً للاعتقال قبل أن يتراجع عن الترشح للانتخابات القادمة كما أن ابن شقيق الرئيس الأسبق محمد أنور السادات اعتزم الترشح لكنه تراجع أيضاً بشكل مفاجئ. وتشير الصحيفة أيضاً إلى أنه بعد 24 ساعة من اعتقال عنان أعلن آخر مرشح معروف كان يعتزم خوض غمار الانتخابات وهو المحامي اليساري خالد علي تراجعه عن الترشح بعد حملة اعتقالات بين أعضاء حملته تاركاً السيسي في موقف محرج بحيث يظهر اسمه وحيداً في بطاقات التصويت خلال الانتخابات. وتقول التلغراف، إن شيئاً غريباً حدث بعد ذلك حيث أعلن "حزب الوفد" أنه كان يعتزم ترشيح رئيسه للانتخابات رغم أن الحزب دعم ترشيح السيسي ونجل أحد كبار قادة الحزب يعمل متحدثاً باسم حملة السيسي الانتخابية وهو ما دفع المصريين للتعليق بسخرية على الموقف على مواقع التواصل الاجتماعي. وتختم الصحيفة بالقول، إن المصريين انتقدوا حزب الوفد وقيادته وسخروا منهم على هذا الموقف الذي يلعب فيه رئيس الحزب دور "الدمية المنافسة" للسيسي. وعاد حزب الوفد وقرر، السبت، عدم تسمية مرشح للانتخابات الرئاسية، كما أعلن رئيس نادي الزمالك مرتضى منصور (برلماني مؤيد للسيسي) انسحابه من السباق الرئاسي.