نظم أولياء تلاميذ ابتدائية الإمام الغزالي القديمة بحي بني ثور وسط مدينة ورقلة، الإثنين، وقفة احتجاجية عارمة أمام بهو المدرسة رفعوا من خلالها لافتات تعبر عن رفضهم لواقع الحال ولفت انتباه السلطات المحلية، حيال ما يحدث في مرفق تربوي تحوّل إلى شبه بحيرة في عز الشتاء. تحوّلت ذات المؤسسة إلى بركة لم يحدد مصدر تسرب المياه منها لحد الساعة، حيث غمرت المياه الأقسام ومنعت التلاميذ من الدراسة، بينما لوّح أوليائهم إلى مقاطعة الدراسة، احتجاجا على ما يحدث من تراكمات. تحوّل التلاميذ من طلب العلم إلى عمال صيانة لشفط المياه من الأقسام التي غمرتها على ارتفاع 10 سنتيم، بينما لا زالت مصالح الجزائرية للمياه تتخبط ولم تتمكن من معالجة القضية، التي زادت من حدة غضب الأولياء الذين حمّلوا ذات المؤسسة، التماطل في احتواء الموقف، رغم الشكاوى التي رفعت للجهات المختصة، لكن دون جدوى، بسبب الأوضاع التي وصفت بالمزرية غير المريحة التي يعاني منها التلاميذ، في أجواء باردة ومتعبة للعديد من الأطفال، التي لا تقوى أجسامهم على مقاومة المناخ أمام نقص الإمكانيات. ووجد المعلمون صعوبة كبيرة في تأدية رسالتهم، حيث وصل ارتفاع منسوب المياه المتدفقة إلى الحجرات نسبا معتبرة، وهي مشاهد مخزية نعتها الأولياء بالمؤسفة في أقدم ابتدائية بالولاية. وحمّل الأولياء مجلس البلدية السابق المسؤولية كاملة فيما يحدث في الابتدائية من تراجع بنيانها واهتراءها ، وبدلا عن إنجاز أقسام جديدة ذهب المجلس في العهدة المنتهية إلى إنجاز ملعب معشوشب اصطناعيا بمبالغ جمة تكفي لتشييد أقسام جديدة بمواصفات عصرية. وتساءل هؤلاء ما السر وراء تشييد هذا الملعب داخل مؤسسة تعاني من تآكل الجدران وتسرب المياه، حيث حوّلتها إلى ما يشبه البحيرة، وطالبوا من والي الولاية فتح تحقيق حول القضية. ومعلوم أن رئيس البلدية الحالي، أوفد لجنة تحقيق لمعاينة المدرسة وظروف تمدرس التلاميذ، في حين شدد الأولياء على ضرورة الاعتناء بالهيكل التربوي المذكور، خاصة وأن موجة البرد التي تجتاح المنطقة صعبّت من مأمورية المعلمين والطاقم التربوي معا.