أكد قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي أن استفتاء تقرير المصير بالنسبة لقضية الصحراء الغربية "هو الحل" الواجب اللجوء إليه، ودعا مساء الثلاثاء بطرابلس خلال لقاء جمعه بوفد جزائري يضم أحزاب التحالف الرئاسي (حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وحركة مجتمع السلم)، إلى "إجبار كل الأطراف التي ترفض الاستفتاء على اللجوء إليه". وقال العقيد القذافي خلال نفس اللقاء "مازالت أقول بأن الاستفتاء هو الحل ونحن كعرب ومسلمين وإخوة حرام أن نحارب بعضنا البعض (...) يجب ألا نعود إلى السلاح مرة ثانية"، وأكد أنه مازال مصرا على الاستفتاء، معتبرا أنه بدون هذا الخيار "ليس هناك حل". وفي السياق ذاته، أشار العقيد القذافي إلى أن "الجميع متفق، والعالم متفق بأنه لا يمكن اجتياح أو ضم جماعة من البشر أو قهرها رغم إرادتها"، مبرزا أن تقرير المصير "مبدأ عالمي". وتتعارض تصريحات العقيد الليبي مع الموقف المغربي الرافض لخيار الاستفتاء الذي أقرته الأممالمتحدة، حيث يسعى القصر الملكي بكل الوسائل في كل مرة إلى عرقلة عملية الاستفتاء، رغم إجماع المجموعة الدولية على أنه لا بديل عن هذا الخيار بالنسبة للشعب الصحراوي. كما أكد القائد الليبي الذي نقلت تصريحاته وكالة الأنباء الصحراوية أمس الأربعاء أن الشعب الصحراوي: "إذا أراد أن يكون جزء من المغرب في استفتاء عام تحت إشراف الأممالمتحدة فله ذلك، أما إذا قال الصحراويون لا ورغبوا في أن يكونوا مستقلين فلا يمكن إجبارهم على غير ذلك". ومن جهة ثانية، أشار القائد الليبي إلى أن قضية الصحراء الغربية مشكل "مؤلم جدا"، مشيرا إلى أنها "عطلت اتحاد المغرب العربي". وكان العقيد القذافي قد أثار غضب السلطات المغربية العام الماضي بسبب حضور الأمين العام لجبهة البوليساريو محمد عبد العزيز، احتفالات ليبيا بالذكرى الأربعين لوصول القذافي إلى الحكم، واضطر وقتها الوفد المغربي الذي كان يترأسه عباس الفاسي رئيس الوزراء إلى الانسحاب من الاحتفالات، بالإضافة إلى انسحاب وحدة عسكرية مغربية كان مقررا أن تشارك في هذه المناسبة. وعلى صعيد آخر، أعرب العقيد القذافي في كلمته أمام وفد التحالف الرئاسي عن "افتخاره" بالثورة الجزائرية و"اعتزازه" بالشعب الجزائري وببطولاته، مقدما تهانيه للجزائريين بعيد الاستقلال. وأضاف في ذات الصدد أن "الشعب العربي كله يتبنى الثورة الجزائرية ويعتبرها ثورته". وتطرق العقيد الليبي في لقائه مع وفد أحزاب التحالف الرئاسي (محمد عليوي، ميلود شرفي وأبو جرة سلطاني) إلى إصلاح الجامعة العربية، وهو الموضوع الذي تناولته القمة العربية التي عقدت العام الجاري في ليبيا، وأشار في هذا الصدد إلى انه "لا يمكن اتخاذ أي قرار في هذا الشأن إلا بموافقة رؤساء وملوك الدول العربية"، مضيفا بأن الاقتراحات التي تمخضت عن القمة العربية المصغرة التي انعقدت بطرابلس الأسبوع الماضي "ستعرض على القمة المقبلة". يذكر أن الوفد الجزائري الذي استقبله القذافي ضم أيضا ممثلين عن منظمات وطنية (المنظمة الوطنية للمجاهدين ومنظمة أبناء الشهداء) إلى جانب فاعلين في المجتمع المدني. وقد هنأ الوفد الجزائري القذافي بمناسبة توليه رئاسة الجامعة العربية وبنتائج القمة العربية المصغرة، خاصة ما تعلق بتطوير العمل العربي المشترك في ظل المتغيرات التي تعرفها الساحة الدولية.