تعيش وكالات التشغيل بورقلة، الأيام الأخيرة، على وقع الفوضى رغم كثرة عروض العمل، ما زاد في تأجيج الشارع المحلي الأسابيع الماضية، في حين لازلت الحلول الترقيعية تسيّر القطاع بالرغم من مئات المناصب المتوفرة الشهور الأخيرة، سيما بالشركات البترولية الوطنية. قال عدد من البطالين ل "الشروق"، إن الحالة التي تشهدها سوق اليد العاملة مزرية للغاية عكس السنوات السابقة بسبب التسيّب المسجل على مستوى وكالات التشغيل، وعدم التكفل بانشغالات البطالين التي لم تجد آذانا صاغية، بينما تتعمد بعض الأطراف التشغيل بطرق ملتوية منهم غرباء قيل إنهم ينحدرون من منطقة "تبسة" تم توظيفهم، بعد تحرير شهادات إقامة مشبوهة. وذكرت مصادر "الشروق"، أن الوكالة الولائية للتشغيل جمّدت مناصب تقدّمت بها الشركة الوطنية "" ENTPE مؤخرا في شكل عرض عمل تضمن 125 وظيفة منها عامل على سطح الحفارة، نجار، لحام، سائق وسباك، ناهيك عن وظائف مهندسين وتقنيين بمجموع 30 منصبا لازالت حبيسة الأدراج، في الوقت الذي يشهد الشارع حالة توتر. وبالرغم من أن نفس الشركة وظفت ما لا يقل عن 700 بطال سنة 2017 في ولايات الجنوب منها ورقلة، إليزي، بشار وأدرار، بعد أن أدخلت حفارات بترولية جديدة، إلا أن وكالات التشغيل لازالت تتعمد سياسة "العربة تجر الحصان"، وتتحفظ على عدة مناصب من دون تقديم مبررات في ظل شحّ الأزمة التي تعرفها المنطقة ووجود مئات البطالين من دون عمل منهم جامعيون يجوبون الشوارع. ويرى البعض أن الشركات النفطية تضخ شهريا عروض عمل بمئات المناصب، غير أن وكالات التشغيل عادة ما تتعمد العرقلة، وتمرير المناصب بطرق ملتوية، ما أثار حفيظة عديد من "الشومارة" الذين حوّلوا بعض المواقع إلى بؤر احتجاج يومي، أمام عجز الجهات المكلفة بالملف على احتواء الموقف المتشنج. وناشد البطالون الوالي بضرورة فتح تحقيق في قضية 125 منصب عمل تم تجميدها من طرف ذات الوكالة ومطالبة هذه الأخيرة تقديم حجج مقنعة، كون الوالي سبق له وأن وجّه تعليمات صارمة لمديري الشركات البترولية بخصوص ضبط عروض العمل وتسريعها بالتنسيق مع وكالات التشغيل من أجل ضمان مناصب عمل للشباب الذين يعانون من تعقيدات جمة، لكن وكالات التشغيل لا تلتزم بذلك. يذكر أن "الشروق" اتصلت برئيس الوكالة الولائية للتشغيل بورقلة، عدة مرات من أجل معرفة وجهة نظره بخصوص هذه القضية، غير أن هاتفه ظل مغلقا طوال اليوم.