هل ستضرب اسرائيل المفاعلات النووية الايرانية؟ ثم ماذا لو ضربت اسرائيل هذه المفاعلات؟.. كل سؤال من هذين السؤالين يحتاج الى مزيد من التحليل وتقدير الموقف، لأن الإجابة بنعم على السؤال الأول ستفتح ابوابا من الاحتمالات الخطيرة على السؤال الثاني.. * هل المناخ السياسي الدولي والإقليمي يتيح لاسرائيل ضرب مفاعلات ايران؟ يبدو ان هناك مؤشرات قوية في هذا الاتجاه.. فالاسرائيليون المصابون بعقدة الخوف وثقافة الأمن لا يحتملون وجود قوة عربية او اسلامية تمتلك ما يمتلكون من سلاح ولهذا السبب قصفت اسرائيل المفاعل العراقي وتتآمر على تدمير المفاعلات الباكستانية.. هذه الأحاسيس التي يجعلها رجال السياسة والأمن الاسرائيليون مادة حديثهم ومرجعية تفوقهم الاستراتيجي على المنطقة.. * الآن يعتقد الاسرائيليون ان اتجاها سياسيا جديدا قد يأتي في البيت الأبيض وسيكون من اولويات هذا الاتجاه انقاذ الاقتصاد الامريكي والحياة الامريكة بالانسحاب من العراق وفتح مجالات للحوار مع ايران، وهنا تكون اسرائيل اصبحت مقيدة باستراتيجية امريكية تمنعها من المغامرات.. اما الآن فبإمكانها ان تقوم في الوقت الضائع بمغامرة من نوع ثقيل لن يستطيع احد المترشحين الأمريكيين التنديد بها.. * وعلى المستوى الإقليمي تحاول اسرائيل الفصل بين الموقف السوري والايراني وما يتبع ذلك على وضعية حزب الله، وها هي اسرائيل قد نجحت بأن همشت المقاومة الفلسطينية وألزمتها بهدنة بعد حصار خانق.. هكذا تكون عدة اسباب اقليمية ودولية قد توفرت لاحتمال قيام اسرائيل بضرب المفاعلات الايرانية. * لكن المسألة لن تقف عند هذه الحدود.. فإيران التي تعلن ان اسرائيل زائلة وان لا وجود لها في المنطقة خلال العشرين سنة القادمة.. ايران تمتلك اوراق قوة تستطيع من خلالها ان تجعل الساسة والأمن الاسرائيليين يفكرون مائة مرة قبل الإقدام على مغامرة من نوع ثقيل مع ايران.. شبكات صواريخ ايران في لبنان التي بحوزة حزب الله اللبناني، ومجموعات الكوماندوس النائمة في كثير من مناطق العالم وبالقرب من اهداف اسرائيلية لاسيما في المنطقة العربية، وليس فقط الصواريخ من ايران ستوجه ضد اسرائيل، بل ستجد اسرائيل نفسها تضرب في كل مكان ومن كل مكان وتكون اسرائيل قد قدمت خدمات جليلة لإيران على مستوى انفتاحها على الأمة التي ترى في مواجهة اسرائيل شهادة حسن سير وسلوك لأي نظام او منظمة. * قد يغامر الاسرائيليون مع ان هذا غير منطقي ولا مجال للإقتناع به.. ممكن ان تقود عقدة الخوف لدى الاسرائيليين الى اقدامهم على الانتحار.. وهل تحتمل اسرائيل حربا وجها لوجه مع ايران.. ماذا ستكون آثار ذلك على اقتصادها المنهار اصلا وعلى وضعها الاجتماعي المهلهل وعلى أمنها المهدد .. قد تغامر اسرائيل، لكننا سنبدأ عد أيامها الأخيرة.