اتسعت رقعة انتشار داء الحصبة ''البوحمرون'' بالوادي، لتصل إلى 6 وفيات، كان آخرها الطفل بشير إرحومة ذو ال5 أشهر، من بلدية تغزوات، الذي توفي، الإثنين، بمستشفى الأم والطفل بشير بناصر، بعد نوبة عسر في التنفس، وهي إحدى مضاعفات داء البوحمرون. والد الطفل الذي بدا متأثرا بوفاة ابنه، صرح للشروق، بأنه أصيب بهذا الداء منذ أيام أين تم نقله للمستشفى بعاصمة الولاية، أين تلقى العلاج والرعاية الصحية لأيام، وبعد تحسن حالته، خرج من المستشفى، لكن أعراض البوحمرون عادت إليه بشكل مفاجئ، وأثرت على تنفسه إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة الثلاثاء في الساعة الثانية صباحا، عن عمر لم يتعد 5 أشهر فقط، علما أن وضعيته تفاقمت بسبب مشاكل في المناعة كان يعانيها، علما أن لقاح الحصبة يطعم به الرضع في الشهر ال 11 من عمرهم. الأب شاب في الثلاثنيات من العمر، يعمل في مجال الفلاحة بتغزوت، من عائلة ميسورة الحال، له طفل آخر يبلغ من العمر 3 سنوات، تم تطعيمه ضد الحصبة. وحسب مصدر طبي، فإن الحالات المصرح بها رسميا هي 3 وفيات بسبب البوحمرون، وإصابة أزيد من 400 حالة، وأكد طبيب بمصلحة الوقاية بمديرية الصحة، أن وقاية الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 11 شهرا تكون من خلال تلقيح محيطهم الأسري، بحكم أنهم يتمتعون في بداية حياتهم بمناعة تحول دون إصابتهم بداء البوحمرون، يكونون قد اكتسبوها من أمهاتهم في فترة الحمل، والتي تنتهي عندما تصبح أعمارهم 5 أشهر، وبما أن اللقاح لا يمكن إجراؤه قبل 11 شهرا حسب توصيات المنظمة العالمية للصحة، فإن الفترة الحرجة التي يمر بها هؤلاء تقع بين 5 أشهر إلى 11 شهرا، إذ لا بد أن يكون محيط الطفل خاليا من أي إصابة بداء البوحمرون. وذكر ذات الطبيب المختص في الأمراض المعدية، أن فيروس الحصبة ''البوحمرون'' متواجد في كل مكان وزمان منذ اكتشافه، وهو من الأمراض المعدية التي تنتقل عبر الهواء، حيث تظهر أعراض الحمى والطفح الجلدي من خلال بقع حمراء، والتهاب ملتحمة العين الذي يسبب احمرار الجفون بالإضافة إلى السيلان، وقد يؤدي تفاقمه إلى صعوبة في التنفس، والتهاب الحنجرة وغثيان وصرع، ولا وقاية منه إلا من خلال التلقيح، الذي عرف تذبذبا في السنوات الأخيرة بسبب عزوف المواطنين عن التحصين منه، سواء فيما يخص البرنامج الموسع للتلقيح الذي يبدأ منذ الولادة لغاية بلوغ الأطفال سن 6 سنوات، أو برنامج الصحة المدرسية الذي ينطلق من 6 سنوات إلى غاية 18 سنة، إذ أن جرعة واحدة من اللقاح تحمي الإنسان بنسبة 80 بالمئة، وعند الإعادة يكون الشخص محميا من مرض البوحمرون بنسبة 100 بالمئة. كما أكد أن مصالح الصحة بالولاية، أطلقت منذ بداية هذا الأسبوع حملة استدراكية جديدة للتلقيح ضد داء الحصبة والحصبة الألمانية، للأطفال غير الملقحين والذين تكون أعمارهم بين 11 شهرا و14 سنة، أين تم توفير اللقاحات التي تم جلبها من معهد باستور بالجزائر، كما تم الإعلان عن هذه الحملة من خلال المساجد والمؤسسات التربوية والمؤسسات القاعدية للصحة الجوارية، للحد من انتشار هذا الوباء، حيث تبدأ نتائج هذه الحملة تظهر في ظرف أسبوع إلى 10 أيام.