كشف رئيس الجمعية الوطنية لموزعي الحليب، أمين بلور، عن تجاوزات بالجملة من طرف بعض أصحاب الملابن في ظل استمرار أزمة الحليب، حيث يتم إلزام الموزعين بأخذ نفس الحصة التي يتم توزيعها يوميا من الحليب المدعم من حليب الأبقار الذي يتراوح سعره بين 45 و50 دينار، وإلا فسيتم إقصاؤهم من حصة حليب الأكياس الذي يعادل 25 دينارا. وطلبت جمعية موزعي الحليب لقاء عاجلا مع مسؤولي الديوان المهني للحليب ومشتقات الحليب ووزير الفلاحة والتنمية الريفية وكذا وزير التجارة، لوضع حد للأزمة التي تشهدها السوق، خاصة وأن الوضع شهد تفاقما كبيرا خلال ال72 ساعة الأخيرة، وبات توزيع حليب الأبقار بدل الحليب المدعم حتميا على الموزعين، وأصحاب شاحنات الحليب والذين يناهز عددهم 1000 موزع عبر التراب الوطني، وهو ما يعد خطوة أولى تحضيرا لرفع اليد عن الحليب المدعم، الذي يفترض أن لا يتجاوز سعره ال25 دينارا. وقال بلور ل"الشروق": "الوضع ازداد تعقيدا مؤخرا ووصلتنا شكاوى بالجملة من طرف موزعين يؤكدون أن ملبنة بودواو تلزمهم بتسويق حليب الأبقار بدل الحليب المدعم، وهو ما يلزم المواطنين باقتناء اللتر الواحد ب50 دينارا"، مناشدا السلطات العليا للتدخل ووضع حد للأزمة، فيما رفض الاتهام الذي وجهه مدير ديوان الحليب إلى الموزعين، قائلا: "هؤلاء يتحملون مسؤولية الأزمة"، مصرحا "كيف نتحمل نحن المسؤولية ..فلا ناقة لنا ولا جمل لدى الملابن وما يتم تسليمه من حليب نعمل على تسويقه لدى محلات التجزئة، دون شيء آخر". وأحصى المتحدث 1000 ناشط في مجال توزيع الحليب على المستوى الوطني 200 منهم بالعاصمة، و100 ينطلقون من ملبنة بئر خادم، في حين قال إن كل موزع يتكفل يوميا بتسويق ما يتراوح بين 4000 و6000 لتر بمعدل 5000 لتر، لكن عمل الملابن على تقليص كوطة الحليب ب20 بالمائة تسبب في زيادة حدة الندرة التي تشهدها السوق، مؤكدا: "هنالك فرضيتان في هذه الأزمة، إما إقدام ديوان الحليب فعلا على تقليص حصص الملابن من البودرة أو أن الملابن تتلاعب بالبودرة أو المسحوق المستورد وتوجهه إلى ملادات أخرى، وفي كل الحالات يتوجب تشكيل خلية استعجالية وتحديد أين مكمن الخلل ووضع حد له لإنهاء الأزمة قريبا". وأكد بلور أنه تم إيداع شكاوى بالجملة من طرف نقابيين وموزعين وسيتم موافاة وزيري التجارة والفلاحة بتقرير مفصل عن هته الخروقات، داعيا إلى احتواء الوضع في القريب العاجل قبل أن تتعقد الأمور بشكل أكبر. وقد سبق وأن أعلن الديوان الوطني المهني للحيب ومشتقات الألبان عن مباشرة تحقيقات معمقة مع أصحاب الملابن لتحديد وجهة مسحوق الحليب، متهما عددا منها بتحويلها إلى المقاهي ومخابر مشتقات الحليب وحتى للمخابز لإنتاج الحلويات.