الخبراء يحذرون من استخدام الهاتف النقال وحمل المظلات والاقتراب من أشجار الخروب حذر بوعلام خليف مهندس رئيسي في التنبؤات الجوية من استخدام الهاتف الثابت وكذا النقال عند حدوث الصواعق، تفاديا من انتقال الشحنة الكهربائية التي تحملها الصواعق عبر الأسلاك وكذا موجات الراديو الخاص بالهاتف النقال، مصرا على ضرورة وضع خيط كهربائي أسفل جميع المباني لتحويل الشحنة إلى الأرض. * كما نصح المختص في التنبؤات الجوية في اتصال معه أمس بضرورة وضع في أسطح المنازل والعمارات، عمودا كهربائيا مضادا للصواعق يعمل على إبعاد الشحنة الكهربائية الناجمة عن الصواعق، تفاديا لتوجهها نحو البنايات، مما قد يؤدي إلى حدوث حرائق بفعل الشحنة الكهربائية الهائلة التي يحملها البرق والرعد أو ما يعرف لدى المختصين بالصواعق، التي تحدث عن توفر عوامل محددة، من بينها كثافة السحب. * ونبه المصدر ذاته إلى خطورة استخدام الهاتف الثابت عند حدوث الصواعق، حتى وإن كان الشخص متواجدا داخل بيته أو مكان آخر، بسبب احتمال انتقال الشحنة الكهربائية التي تحمل الصاعقة عبر الأسلاك، في حين يحظر تماما استعمال الهاتف النقال في حال تواجد الشخص في الخارج، إلى غاية اختفاء الصواعق الرعدية، وأكد المهندس في التنبؤات الجوية بأن كثيرا من الأشخاص لقوا حتفهم بسبب عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، دون ان يدرك المحيطون بهم السبب الحقيقي للوفاة، الأمر الذي صعب حصر عددهم. * ومن ضمن الإجراءات الإجبارية التي تحدث عنها المختص في التنبؤات وضع خيط كهربائي أسفل البنايات، ويستعمل كأداة لامتصاص الطاقة الكهربائية التي تنقلها الصواعق، وهو أجراء إلزامي يجب أن يتخذه كافة الأفراد عن تشييد أي بناية. * وأكد السيد خليف بوعلام على خطورة الاحتماء بالأشجار عند حدوث الصواعق الرعدية، خصوصا شجرة الخروب التي تعد أكثر نبتة مستقطبة للكهرباء، فضلا عن تفادي حمل المظلة التي تسببت في كثير من الأحيان في قتل أصحابها، بسبب العمود المعدني الذي يتوسطها، الذي يعمل على جذب شحنة الكهرباء الناجمة عن الصواعق. * وتأتي تحذيرات مصالح الأرصاد الجوية بعد أن سجلت مناطق شرق البلاد وفاة عشرة أشخاص خلال الأسبوع الأخير بسبب الأمطار الرعدية التي كانت مصحوبة برعود، فقد لقيت إمرأة مصرعها بولاية باتنة وبالضبط بمنطقة جرمية، بعد أن كانت تهم بجمع قطيعها، فباغتتها صاعقة رعدية أودت بحياتها بعد أن حولتها إلى جثة متفحمة، وقد كانت تبلغ من العمر 64 سنة وهي أم لثمانية أبناء. * وشهدت ولاية أم البواقي حادثتين مماثلتين، في حين أودت الصاعقة الرعدية بحياة رب أسرة بولاية تبسة، إلى جانب وفاة شخصين آخرين في كل من ولاية برج بوعريريج وقسنطينة، في حين شهدت ولاية خنشلة أكبر عدد من الحوادث، وكان من بينها وفاة شاب لا يتجاوز سنة 27 عاما حينما كان عائدا رفقة زوجته إلى البيت، علما أن مناطق شرق البلاد عرفت اضطرابا جويا عنيفا خلال الأيام الأخيرة، صاحبه هطول كميات معتبرة من الأمطار إلى جانب هبوب رياح قوية. * ويفسر المختصون في التنبؤات الجوية الصواعق الرعدية بأنها ظاهر طبيعية، ناجمة عن تكون سحابة في السماء تمتد على مسافة تفوق 18 كلم، وهي تشكل خطرا على الملاحة الجوية لأنها تحمل اضطرابا جويا عنيفا، فضلا عن الشحنة الكهربائية الهائلة التي تفوق طاقتها مئات الملايين من الفولطات، وهي ناجمة حسب تأكيد خليف بوعلام عن الحركة السريعة داخل السحابة الكثيفة لكتلتين هوائيتين في اتجاهين مختلفين تصاعديا وتنازليا، تفوق سرعتهما في الغالب 60 كلم في الساعه، وهو ما يؤدي إلى حدوث الرعد والبرق في آن واحد، أو ما يعرف بالصاعقة، إلى جانب هبوب الرياح القوية. * وتنقسم الصواعق إلى ثلاثة أنواع، النوع الأول هي تلك التي تحدث ما بين سحابتين لكنها تبقى في السماء، أما النوع الثاني فيحدث ما بين السماء والأرض وهو الذي يشكل خطرا على حياة الأشخاص، أما النوع الثالث فيحدث داخل السحابة وتشكل هذه الصاعقة خطرا على الملاحة الجوية. * في حين تشتهر منطقة الهضاب في الجزائر بوقوع أكبر عدد من الصواعق خصوصا خلال الصيف وفي الفترات المسائية، حيث تكون الأرض قد امتصت أكبر كمية من الحرارة، الأمر الذي يؤدي إلى تكون سحب منعزلة سرعان ما تتحول إلى سحب كثيف، وبالتالي وقع اضطراب جوي مصحوبا بالرق والرعد.