صورة الشروق حاول منتصف نهار أمس أكثر من 10 بطالين بورڤلة الانتحار جماعيا من على مبنى المديرية الجهوية للتشغيل الواقع بوسط المدينة، حاملين لا فتة كتب عليها "الموت أو العمل" رافعين في أيدهم سكاكين وحبال تمهيدا لرمي أنفسهم من علو يقدر بتسعة أمتار، حيث قاد محاولة الانتحار كل من الشاب غبشي مدني 26 سنة، ورفيقه شمخاي الدين 26 سنة، وكان البطال الأول قد حاول الانتحار قبل شهرين بمقر الوكالة الولائية للتشغيل، وهي المرة الثانية له، * مطالبا بمنصب عمل في إحدى الشركات الوطنية الكبرى، بعد أن رفضت شركتان كشفين للعمل سلم للمعنيين من طرف رئيس الوكالة الولائية للتشغيل منذ زهاء أسبوع، لكن ظهر أن الكشفين غير مجديين بداعي الشروط التعجيزية التي تفرضها في الغالب الشركات العاملة في مجال النفط بمنطقة حاسي مسعود، منها تعلم اللغات الأجنبية والبنية المورثولوجية والخبرة، الحادثة المؤسفة جلبت إليها عددا كبيرا من الفضوليين والسكان وبعض المارة وأصحاب المحلات التجارية بالشارع الرئيسي، وتعد الأولى من نوعها بهذه الطريقة التهديدية من قبل البطالين في شكل جماعي للي ذراع المسؤولين، ومنه تأمين مناصب شغل وصفها "الشومارة" بأنها تتم بطرق التوائية، وتحتكرها بعض العناصر من محيط الوكالة الولائية للتشغيل، فضلا عن توظيف شباب من خارج الولاية الغنية حسب قولهم دون احترام شروط العمل وبطاقات الانخراط التسلسلية المفترض التقيد بها، وهي التراكمات التي ظلت تراوح مكانها منذ سنوات دون حلول نهائية، ناهيك عن تقاذف التهم بين المسؤولين عن اليد العاملة والشركات المذكورة، سيما التوظيف المباشر بعد مدة21 يوما المحدد قانونا، بينما دخل البطالون منذ أعوام في متاهات وغموض كبيرين بعاصمة الواحات التي لا زالت تشكو من سرطان، يسمى التشغيل في منطقة ليست بحاجة إلى حلو ل سحرية. * من جانب آخر سارعت مصالح الأمن إلى تطويق مكان الانتحار في أسفل المبنى المكون من ثلاثة طوابق ومراقبة الوضع عن كثب خوفا من انزلاقات محتملة، فيما لم تتدخل أي جهة مدنية لاحتواء الموقف وتهديدات البطاليين بالانتحار ورمي نفسيهما من فوق ذات المقر، حيث بقيت الاجواء مشحونة لأكثر من نصف يوم كامل، كما طالب البطالان اللذان قادا العملية حضور والي الولاية والمدير الجهوي للتشغيل، الذي ظل مرابطا في مكتبه ومحاصرا من قبل مجموعة من البطالين، ولم يتمكن من الخروج بسبب المضايقات التي كانت الشروق قد رصدتها في عين المكان. * وأمام بقاء المشاهد نفسها من على سطح مقر المديرية الجهوية التي تتوسط المدينة، حاولت جماعة أخرى من الشومارة الدخول في حوار مفتوح مع المدير الجهوي للتشغيل الذي أوضح في تصريحه للشروق أن الحادثة مؤسفة، لكن ليس بوسعه فعل أي شيء، لأن القضية تتجاوزه، مؤكدا أن مصالحه لا تمنح عروض عمل وأن مهامها تنحصر في الاشراف والتنسيق ما بين هياكل التشغيل التابعة لاختصاصها، منها تسسيير المستخدمين والوسائل، وكذا جمع الاحصاءات لمعرفة متطلبات سوق العمل والعمالة، مشيرا أنه لم يمنح أي كشف عمل للبطالين منذ توليه المنصب، وأنها من صلاحيات رئيس الوكالة، مطالبا من الجهات الوصية ضرورة توفير الأمن الداخلي لحماية الأشخاص والممتلكات، محملا الشركات المشاكل الحاصلة بسبب التوظيف المباشر.