آثار التفجير الانتحاري في زموري إهتزت منطقة زموري البحري 15 كلم شرق ولاية بومرداس ليلة السبت في حدود الساعة العاشرة ليلا إثر اعتداء انتحاري نفذه حسب مصادر متطابقة شاب في الثلاثين من عمره، أسفرت عن وفاة 8 مواطنين، وجرح 19 آخر من بينهم مواطنون وعناصر من الدرك وخفر السواحل. * سبت أسود... قتلى، جرحى، خراب وأشلاء متطايرة * * "الشروق اليومي" تنقلت إلى موقع الانفجار الاجرامي في ساعة مبكرة من صباح أمس، الوضع لم يكن مختلفا عما وقع في كل من الثنية، دلس، الناصرية وبومرداس التي تعرضت في وقت سابق لعمليات انتحارية متشابهة.. دمار وخراب وبقع دم منتشرة هنا وهناك.. طوق أمني صارم بمكان الحادثة في بداية الأمر تحسبا لوصول وزير الداخلية.. أكثر من 100 منزل تعرض للخراب وحالة من الهيستيريا سادت سكان المنطقة، جلّ الضحايا من المدنيين والمواطنين الذين كانوا يجوبون الشارع.. الشاب -ريال- 24 سنة الذي كان يبيع التبغ في طاولة بنفس الشارع، لقي حتفه فور وقوع الانفجار رفقة كل من المدعوين -أراميس- و-حفاف- اللذين كانا بجانبه على بعد خمسة أمتار فقط من موقع التفجير. وهو نفس المصير الذي لقيه الشاب "م.ه" 25 سنة والذي كان يقوم بغسل سيارته من نوع "ميڤان" قبل أن تنسفه قوة الإنفجار. * * لم يبق من مشهد الحادث سوى بقايا التبغ وبعض النقود المتطايرة كان قد حصلها الضحية صاحب التبغ قبل أن يستعجله الموت، فيما تحولت سيارة الضحية الثانية إلى هيكل متفحم توضح مصير صاحبها، جل الجثث كانت متفحمة، مما استحال التعرف عليها لولا معرفة سكان المنطقة بالضحايا الذين كانوا في مكان الإنفجار. * * الانتحاري كما بدا جاء من الشارع العلوي، ووقع الإنفجار في منتصف مفترق الطرق بين وجهة قدوم الانتحار، ومقر خفر السواحل على اليمين، ومدخل الميناء على اليسار. وقد تحول المكان إلى حفرة عميقة فيما تطايرت السيارة إلى عدة أمتار خارج مكان الإنفجار الذي سمع دويه على بعد 40 كلم، حيث جمعت بقايا السيارة في الشاطئ المقابل على بعد 500 متر، وقد نقل الجرحى المدنيون إلى كل من مستشفى الثنية وبومرداس، فيما نقل دركيان واثنان من خفر السواحل إلى مستشفى عين النعجة بالعاصمة. * * ساعات فقط قبل الإنفجار كانت مؤسسة "لويا" قد نظمت تظاهرة فنية ومسابقة للأطفال بالشاطئ القريب من مكان العملية، حيث توافد عشرات من الأطفال للمشاركة في فعاليات التظاهرة، لكن لحسن الحظ تم إنهاؤها قبل وقوع الإنفجار ما أدى إلى تفادي وقوع ضحايا أكثر في صفوف المواطنين، خاصة الأطفال، كما أن قوة الرياح التي كانت تلك الليلة، وانخفاض درجة الحرارة نوعا ما حال دون خروج عديد من العائلات التي ألفت التجوال على طول الشاطئ ليلا.