العملية الفاشلة التي قامت بها كل من القوات الفرنسية والقوات الموريتانية، الأسبوع الماضي، ضد عناصر القاعدة داخل التراب المالي، تبعث على طرح الكثير من التساؤلات، وتدعو إلى المزيد من القلق لدى شعوب منطقة الصحراء الكبرى ومسؤوليها، حتى وإن أثبتت فشل ومحدودية إمكانيات فرنسا سياسيا وعسكريا، في التأثير في المنطقة أمام القوى الأجنبية الأخرى ذات الأطماع الإستراتيجية المختلفة، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية . * فهذه العملية التي لم يكن الرأي العام يتوقعها، جرت قبل أن يجف الحبر الذي كُتب به اتفاق تشكيل هيئة الأركان العملياتية في تمنراست منذ شهور قليلة، بين عدد من الدول المطلة على الساحل (الجزائر، موريتانيا، المالي، النيجر وبوركينافاسو) مما يدعو إلى طرح التساؤل الأول وهو: هل قيام موريتانيا وفرنسا بهذه العملية منفردتين هو خيانة موريتانية وتخريب فرنسي مقصود، لمجهودات مجموعة بلدان الساحل الإفريقي ولقيادة الأركان المشتركة التي كانت من أكثر المتحمسين لإنشائها؟ ولماذا وهذا هو التساؤل الثاني كانت موريتانيا تلوم دولة المالي على الرضوخ لكل من فرنسا وما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، على إطلاق سراح عدد من الإرهابيين الموقوفين في السجون المالية والمطلوبين في موريتنايا، مقابل إطلاق سراح الرهينة الفرنسي التابع للمخابرات الفرنسية، ثم تأتي موريتانيا بفعل أبشع منه وهو الانتقام من مالي بالتدخل المباشر في تراب هذا البلد، ودعوة القوات الفرنسية للمشاركة بدعوى حماية التراب الموريتاني من هجوم إرهابي وشيك، كما أعلن رسميا وبدعوى تحرير الرهينة الفرنسي لدى القاعدة في شمال مالي، والذي أعدم مباشرة بعد فشل العملية؟ أم إن وهذا التساؤل الثالث اللعبة تعتبر أكبر، وأن فرنسا عضو سري في هيئة الأركان العملياتية السواحلية، وكل شيء يسير بترتيب معها، والدليل على ذلك أن هيئة الأركان إياها لا تضم إلا المستعمرات الفرنسية السابقة، وهي (هيئة الأركان) لا تمثل كل الدول الإفريقية المطلة على الساحل، بل هناك الكثير الذي استثني منها، وهو معني بدرجات عليا بخطر الإرهاب، ومنها على سبيل المثال : نيجيريا المستعمرة الإنجليزية السابقة، وليبيا المستعمر الإيطالية السابقة .. ؟