صورة من الارشيف شباب أعالي الشفة يحولون أجزاء من مساكنهم إلى ورشات للنجارة تحول الأثاث المنزلي المصنوع بأيادي شباب وسكان الأحياء المتمركزة بأعالي منطقة الشفة بالبليدة إلى ظاهرة فريدة صنع ممتهنوها المعجزة وهربوا من شبح البطالة والمنتوج اليوم ينافس اغلب منتوجات الشركات المختصة سواء من حيث الجودة أو الأسعار. * سيدي المدني والكومينال وحي النجاح وغيرها من الأحياء التي تحولت بالمنطقة في ظرف سنوات قليلة إلى ورشة كبيرة لنجارة الخشب وصناعة الأثاث بعد أن تحولت أكثر من 70 بالمائة من المساكن عبر هذه الأحياء إلى ورشات ولو بصفة غير مقننة إلا أنها توفر فرص العمل الوحيدة لفائدة شباب المنطقة الذي يرث المهنة ويحترفها على الرغم من أن ممارسة هذا النشاط داخل المنازل يتسبب بصفة مباشرة في التأثير السلبي على صحة السكان، خاصة فيما يتعلق بروائح طلاء الخشب ونشارة الخشب المنتشرة بأرجاء الأحياء وكذا الأصوات المزعجة المنبعثة من الو رشات . * من جهة ثانية يؤكد أصحاب الو رشات احترامهم لأوقات العمل تجنبا لإزعاج السكان المحاذين من خلال التوقف عن العمل أثناء وقت القيلولة وخلال الفترة الليلية الأمر الذي يجمع عليه سكان حي" الكومينال" و"سيدي المدني" وتجزئة" الكروش" التي تعرف تمركزا مكثفا لهذه الو رشات. * الجدير بالذكر أن المنتوج المحلي للأثاث لبلدية الشفة تحول خلال السنوات القليلة الماضية إلى قبلة لعدد كبير من الزبائن سواء بالنسبة للمواطنين او أصحاب محلات بيع الأثاث المنزلي عبر الوطن حيث يؤكد التجار أن سبب إقبالهم على المنتوج تميزه بالجودة والسعر المعقول بالمقارنة مع أسعار السوق اليوم حيث أن نوعية الخشب المستعمل في صناعة هذا الأثاث يبتعد عن النوعية الراقية الباهظة الثمن إلا آن المنتوج يبقى في متناول المواطن البسيط . * وعن أسباب اتجاه شباب المنطقة إلى الالتحاق بهذه الورشات فيلخصه الشباب في غياب فرص العمل في مختلف المجالات حتى بالنسبة لخريجي الجامعات حيث يستفيد هؤلاء من برامج القرض المصغر لإقامة ورشات للنجارة بدلا من التفكير في السبل الأخرى كالتجارة غير الشرعية والغرق في الآفات الاجتماعية. * حيث تبقى ظاهرة الإنتاج المحلي للأثاث المنزلي بأعالي الشفة واحدة من أروع ما يحققه الشباب الجزائري بعيدا عن الاتكال على دعم الدولة وفرص العمل المحدودة.