وضعت عناصر الدرك الوطني بولاية برج بوعريريج حدا لنشاط ورشة خطيرة تنشط بطريقة غير قانونية في صناعة المواد الغذائية ومواد التنظيف وكذا حفاظات الأطفال بطريقة عشوائية غير مطابقة للمعايير باستخدام محتويات كمياوية مغشوشة وتوابل لمنح الألوان لمواد التنظيف دون مراعاة أدنى شروط الصحة والتي تسبب أمراضا جلدية خطيرة كالسرطان بسبب احتوائها على مواد كيماوية خطيرة مضرة وبكميات غير محددة وتسوق هذه المواد المغشوشة باسم أكبر العلامات التجارية المعروفة في السوق وتحمل وسما تجاريا يتضمن أسماء شركات كبرى بعدة مناطق من الوطن، مما يجعل الإقبال عليها مؤكدا من طرف المواطنين الذين دأبوا على اقتناء منتوجات هذه الشركات. حجزت عناصر الدرك الوطني كميات معتبرة من السمن النباتي وعدة أنواع من مواد التنظيف المغشوشة التي كانت تصنع بهذه الورشة التي تنشط بطريقة غير قانونية بدون رخصة ولا سجل تجاري منذ أكثر من ستة أشهر بحي 1008 مسكن بوسط مدينة برج بوعريريج التي تعرف انتشارا كبيرا لظاهرتي الغش والتقليد الصناعي باعتبارها قطبا تجاريا وصناعيا جد مهم في منطقة الشرق الجزائري. وتم اكتشاف هذه الورشة الموجودة أسفل إحدى الفيلات خلال عملية مداهمة قام بها أفراد المجموعة الولائية للدرك الوطني، أول أمس، حيث عثرت على كميات من السمن ومواد التنظيف مصنوعة بطريقة لا تحترم المقاييس الواجب توفرها خاصة ما تعلق بالكميات التي تدخل في تركيبة هذه المواد والتي قد تزيد أو تنقص عن الكمية المطلوبة كما أنها مستحضرات مغشوشة قد تلحق أضرارا جسيمة بمستعمليها، خاصة وأن اغلبها عبارة عن توابل مثل ''الفلفل عكري'' الذي يكون في شكل غبرة حمراء اللون و''الزعفران'' الأصفر اللون وغيرهما من التوابل ذات الألوان المختلفة التي يستعملها صاحب الورشة الذي يبلغ من العمر 50 سنة في سوائل مواد التنظيف التي تحمل ألوان حمراء، صفراء وخضراء. وأكد منفذو هذه المداهمة من عناصر الدرك الوطني الذين رافقناهم وأطلعونا على هذه المنتوجات أنها جد خطيرة وتصيب الجسم بالتهابات في حال استعمالها. مواد تنظيف مقلدة باسم ''إيزيس'' و''قالاكسي'' والشيء الخطير في هذه العملية أن هذه المنتوجات الخطيرة تحمل أسماء ماركات معروفة بنوعيتها وجودتها على المستوى الوطني، خاصة فيما يتعلق بمواد التنظيف مثل ''ايزيس''، و''قالاكسي''، كما أن السمن يحمل اسم علامة شركة البادية المختصة في صناعة المواد الغذائية الدسمة والواقعة بالمنطقة الصناعية بأولاد يعيش بالبليدة، بالإضافة إلى صابون سائل كتب على غلافه أنه مستورد من مرسيليا في حين انه مصنوع بهذه الورشة. ولم تسلم حتى حفاظات الأطفال الرضع التي رأينا أنها ذات نوعية رديئة، حيث انها تحمل اسم شركة ''ليلاس'' المعروفة على غلافها لتسوق بنفس سعر العلامة الاصلية. ويبقى الهدف من هذا التقليد كسب ثقة الزبائن الذين تعودوا على شراء منتوجات هذه الماركات المعروفة في السوق منذ مدة طويلة لتحقيق الربح السريع في ظل انعدام الضمير واللامبالاة أو التفكير في الأضرار التي قد تلحق بصحة المستهلك. وتسوق هذه المنتوجات في عدة مناطق من الشرق الجزائري المجاورة لولاية برج بوعريريج وتحمل ملصقات يكتب عليها أسماء شركات موجودة عادة بوسط الوطن كسطاوالي، بئر توتة، وشراقة بالعاصمة وكذا البليدة. وتوضع داخل علب كبيرة من الكارتون في حين انها في الحقيقة عبارة عن علب مستعملة ومسترجعة خاصة بالمنتوجات الكحولية من نوع ''البيرا'' يتم قلبها حتى لا يتم التفطن إلى أنها علب لمشروبات كحولية لتعبأ بمواد التنظيف المقلدة. ونظرا لخطورة هذه المنتوجات التي تهدد صحة المواطن والعلامات التجارية المعروفة بسبب المنافسة غير الشرعية والتحايل على المواطن أرسلت المجموعة الولائية للدرك الوطني عينة من هذه المنتوجات لمعهد الإجرام والأدلة الجنائية ببوشاوي للتأكد ما إذا كانت هذه المنتوجات تلحق أضرارا كبيرة وخطيرة بالصحة، كما ستتم مراسلة كل كتيبات وفرق الدرك الوطني على المستوى الوطني وإخبارها بالموضوع لسحب هذه المنتوجات من المحلات وحجزها على مستوى أقاليم تدخلها في حال العثور عليها. ورشات غير قانونية تشغّل مراهقات ب 6000 دينار شهريا وذكر المقدم العرابي عبد القادر قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني ببرج بوعريريج أن مصالحه قامت في مرات عدة بوضع حد لمثل هذه النشاطات غير الشرعية التي اعتاد بعض سكان المنطقة من أصحاب المال على مزاولتها لتنويع نشاطاتهم، منها ورشات غير قانونية لصناعة المستلزمات التي تستعمل في خياطة الملابس من خلال اقتناء آلات من الطايوان بمبلغ مالي لا يتعدى 190 مليون سنتيم لإنتاج أزرار الملابس، وهو النشاط الذي يمكنهم من تحقيق أرباح كبيرة تعوض عشرات المرات المبلغ الذي استثمروه لشراء تلك الآلة. وأضاف المقدم العرابي أن أصحاب هذه الورشات التي تكون في شكل محلات أسفل الفيلات الفخمة في المنطقة تشغل فتيات مراهقات تتراوح أعمارهن ما بين 16 و18 سنة بطالات يشتغلن في هذه الورشات دون عقود تشغيل مقابل راتب شهري قليل لا يتعدى 6000 دينار جزائري. مافيا الإسمنت تنتقل بسيارات ''رولس رويس'' حجزت مصالح الدرك الوطني 20 طنا من مادة الاسمنت بدون فواتير كانت على متن شاحنة قادمة من مصنع الاسمنت بمنطقة الضلعة ولاية المسيلة على مستوى الطريق الوطني رقم 45 ببلدية العش. وقد فككت هذه المصالح منذ شهرين شبكة مختصة في المتاجرة بطريقة غير شرعية بالاسمنت وتمتهن المضاربة، التهرب الضريبي، التزوير واستعمال المزور، النصب والاحتيال وانتحال صفة الغير، مع إنشاء شركة وهمية للنقل. وتترأس هذه الشبكة امرأة تبلغ من العمر 35 سنة تدعى قرمية بلغ رقم أعمالها خلال خمسة أشهر فقط 22 مليار سنتيم مع تهرب ضريبي قدر ب 8 ملايير سنتيم نتيجة استخراجها ل 300,18 طن من الاسمنت وقد ''تم استغلال قرمية من طرف بارونات كبيرة تمتهن هذا النشاط غير الشرعي مستغلة هذه المرأة التي وقعت على عدة وثائق وفواتير دون علمها بأنها مزورة'' على حد تعبيرها. وقد تم خلال هذه العملية توقيف 30 شخصا وحجز 99 طنا من الاسمنت فقط من الكميات الكبيرة التي تم استخراجها سلمت إلى مفتشية أملاك الدولة وذلك عند اكتشاف العملية وتوقيف المتورطين فيها. كما قام أفراد هذه العصابة باستغلال بعض الشباب من الطبقة الكادحة إلى جانب المرأة قرمية من بينهم شاب يبلغ من العمر 34 سنة بلغ حجم أعماله خلال أربع سنوات 381 مليار سنتيم وتهرب ضريبي باسمه قدر أيضا ب122 مليار سنتيم نتيجة استخراجه هو أيضا 300 ألف طن من الاسمنت. وأثبتت التحريات أن هذه الكميات توجه مباشرة إلى السوق السوداء. علما أن أفراد هذه الشبكة يستعينون بمتعاملين في مجال الاسمنت لتزويدهم بفواتير مزورة لنقل سلعهم برا مقابل منحهم لمبلغ مالي يصل إلى خمسة ملايين سنتيم. ويخرج هؤلاء الأشخاص شاحنات الاسمنت من المصنع مقابل دفعهم لوصل بمبلغ لا يتجاوز ثمنه 12 مليون سنتيم ويقومون بإعادة بيع السلعة ب 24 مليون سنتيم وهو ما يمكنهم من ربح أموال كبيرة وإخضاع هذه السلعة للمضاربة، الأمر الذي تسبب في ارتفاع سعرها في السوق نتيجة هذه المضاربة. وبفضل هذا النشاط استطاع أفراد الشبكة تحقيق أموال كبيرة وثروة ضخمة قدرت بالملايير، الأمر الذي جعلهم يقتنون سيارات فخمة من طرازات عالية مثل سيارة ''الرولس رويس'' التي يتجاوز سعرها 4 ملايير سنتيم. ترويج الزئبق لاستعماله في الشعوذة وصناعة المتفجرات أوقفت مصالح الدرك الوطني مؤخرا شخصا يقوم بترويج مادة كيماوية محظورة تتمثل في مادة الزئبق التي لها تأثير على الإنسان والبيئة وتباع بأسعار جد غالية وخيالية لأنها تستعمل في السحر والشعوذة. كما يستعمل الزئبق من طرف بعض العصابات والشبكات المافياوية في تزوير النقود وصنع المتفجرات خاصة ما تعلق بالألغام. وبعد التحريات المعمقة وتمديد الاختصاص مع مجموعة الدرك الوطني بوهران، تم حجز أكثر من أربعة كيلوغرامات من مادة الزئبق مع توقيف شخصين متورطين في القضية. ولا يزال التحقيق جاريا للكشف عن كل أسرار القضية. حجز 8 كلغ من الذهب المهرب من جهة أخرى، فككت مصالح الدرك الوطني في الأيام القليلة الماضية شبكة خطيرة تنشط في مجال تزوير العملة لاستعمالها في نشاطات أخرى غير شرعية كشراء المخدرات، حيث وضعت حدا لنشاط إجرامي لشبكة لها امتداد وطني تنشط عبر عدة ولايات من الوطن تقوم بتزوير الأوراق النقدية بغرض استعمالها في شراء المخدرات من المغرب، لتكون بذلك ارتكبت ثلاث جرائم أولها شراء المخدرات، ثانيها تزوير العملة، وثالثها التحايل على بائعي هذه السموم بمنحهم أوراق نقدية مزورة. وعلى اثر معلومات تلقتها المجموعة الولائية للدرك الوطني استطاعت هذه الاخيرة كشف خيوط الشبكة مما أدى إلى توقيف خمسة أشخاص من عناصرها واسترجاع 306 ورقة نقدية بقيمة مالية قدرت ب214 ألف و600 دينار كانت بحوزة هؤلاء الأشخاص، ناهيك عن تلك المبالغ الكبيرة التي أغرقوا بها السوق من قبل وتمكنوا بفضلها من اقتناء عدة أشياء محظورة كالمخدرات بالإضافة إلى الأضرار التي ألحقوها بالاقتصاد الوطني. وقبل أيام فقط من تسجيل هذه القضية اكتشفت مصالح الدرك الوطني بالمنطقة مجموعة إجرامية لا تقل خطورة عن الشبكة المذكورة تعمل في مجال تهريب العملة الأجنبية إلى خارج الوطن اتجاه دول المشرق العربي مع تهريب الذهب وإدخاله إلى أرض الوطن بدون رخصة. وقد تم خلال هذه العملية حجز كمية قدرت بأكثر من 8 كيلوغرامات من الذهب مصنوع في شكل حلي قدرت تكلفته المالية بمليارين و159 مليون سنتيم. بن لادن يغرس المخدرات ببرج بوعريريج من يظن أن المخدرات تنتشر بغرب البلاد فقط ولمن يعتقد أن زراعتها مقتصرة على مناطق الجنوب الغربي بحكم قربها من المغرب ومناخها الحار الملائم كولاية بشار وأدرار فقط ، فهو على خطأ، اذ اكتشفنا أن هذه الظاهرة أصبحت عابرة للولايات ولم تعد تقتصر على مكان دون آخر، فولاية برج بوعريريج بدأت تعرف هذا الشبح الخطير عن طريق ''بن لادن'' ابن بلدية تفرق الذي أغرق المنطقة بهذه السموم التي تؤثر على عقول شباب المنطقة. والأكثر من هذا هو أن هذا الشخص الذي يدعى بن لادن يقوم بإنتاج هذه السموم بيده من خلال غرسها ببيته، وهو ما تم التأكد منه بعد مداهمة منزله حيث تم اكتشاف سبع شجيرات من القنب الهندي و19 بذرة من نفس المخدر كان يحضر لزرعها أيضا قبل أن يتم حجزها وإتلافها وإيداع صاحبها الحبس. وأسفرت عملية المداهمة التي قامت بها فرق المجموعة الولائية للدرك الوطني ببرج بوعريريج عن توقيف 16 شخصا كانوا محل بحث بسبب صدور أوامر قضائية ضدهم وذلك خلال يوم واحد فقط. مبعوثة ''المساء'' إلى ولاية برج بوعريريج: زولا سومر