تعرّض مسجد تابع للمركز الثقافي الإسلامي في بولونيا شمالي إيطاليا لحريق ليلة الثلاثاء، فيما يشتبه أن يكون ناجمًا عن عمل تخريبي من قبل مناهضين للإسلام، دون أن يسفر عن سقوط إصابات، نظرًا لعدم وجود أحد داخل المسجد وقت إشتعال النيران، وقال المركز في بيان له عشية الأربعاء الرابع من شهر أوت الجاري، إن مسجدًا تابعًا له تعرض لاعتداء ليلة الثلاثاء أدى إلى حرق مكتب الإدارة دون وقوع ضحايا، ولم يتم الكشف بعد عن ملابسات الحادث، فيما قال المركز إن "الشرطة المختصة تقوم منذ وقوع الحادث بعمليات المعاينة ولم تحدد الأسباب بعد، فيما لم تقدم تقديرات حول الخسائر من جراء الحريق، * ووصف البيان الحريق بعملية الترهيب الخطيرة، وطالب أن يتم في أقرب وقت كشف كافة ملابسات الحادث، ودعا السلطات في الوقت ذاته إلى مكافحة أية إستراتيجية إجرامية تميل إلى تسميم العلاقة بين المجتمع الإسلامي والمدينة خاصة مع حلول شهر رمضان، مؤكدا بأن مسلمي بولونيا يجددون قدرتهم على الحوار السلمي والدعوة إلى مبادرات تضامن من قبل المجتمع المدني، فيما لم تعلن أية جهة أو مجموعة مسؤوليتها عن الحادث، وتفيد تقارير إعلامية بأن المسلمون في إيطاليا البالغ عددهم 500 ألف مسلم يعانون من مضايقات، على خلفية معتقداتهم الدينية، التي تستهدف بشكل خاص منعهم من التوسع في بناء المساجد، ويتبنى حزب رابطة الشمال الإيطالي المتحالف مع رئيس الوزراء سلفيو بيرلسكوني فرض قيود صارمة على عملية بناء المساجد، في محاولة للحد ممّّا يصفه بنمو الإسلام في قلب عالم المسيحية الكاثوليكية، وكثيرًا ما صنعت احتجاجات حزب رابطة الشمال المناهض للمسلمين الحدث بإيطاليا، مثلما حدث حين اصطحب روبرتو كالديروني خنزيرًا وسار به في موقع مفترض لبناء مسجد ليدنس التراب، أو حين ارتدى قميصًا قطنيًا يحمل رسومًا تسخر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم. * وينتشر في إيطاليا ما يزيد على 700 مركز إسلامي في أرجاء البلاد، يعد أضخمها اتحاد الجاليات الإسلامية في إيطاليا، الذي يضم حوالي 150 مركز إسلامي تنتشر في معظم المقاطعات الإيطالية، وتعتبر حادثة حرق مسجد بولونيا بإيطاليا الثانية من نوعها في أقل من ثلاثة أيام، بعد الحريق الذي شبّ في مسجد للجالية التركية بألمانيا، أين بادرت جهات مسيحية ومواطنون ألمان إلى التعبير عن تضامنهم مع مسلمي مدينة أوزينجين بولاية هيسين جنوب وسط ألمانيا في أعقاب إقدام مجهولين الأسبوع الماضي على حرق مسجد بيت الهدى الكائن بالمدينة، وقدم سكان مدينة أوزينجين تبرعات لإعادة بناء المسجد، وأرسلوا خطابات، وأجروا زيارات للمسؤولين عن المسجد تعبيرا عن رفضهم لمثل هذه الحوادث والانزلاقات الخطيرة، وتضامنهم مع أفراد الأقلية الإسلامية هناك، وهو ما أثنى عليه المسلمون في بلاد هتلر، وخلال مؤتمر صحفي عقد بمناسبة إعادة الافتتاح الجزئي للمسجد، نشرت صحيفة فرانكفورتر روند شاو الألمانية أجزاء مما جاء به، إذ عبر يوسف محمد راجا خان المسؤول بالمسجد عن شكره وتقديره للخطابات والاتصالات الهاتفية والتبرعات والزيارات التي قام بها سكان المدينة من المسيحيين، وأشار خان إلى أنه سيتم استغلال قيمة التأمين على المسجد التي تصل إلى 50 ألف يورو في إعادة بنائه من جديد، كما ستنظم حملة مساعدة لإزالة آثار الحريق الذي وقع بتاريخ ال23 من شهر جويلية الماضي، وأتى على المسجد بأكمله، وسيتم وضع قائمة مواعيد لمن شاء أن يقدم المساعدة من المتطوعين من أهالي المدينة، وحمل أعضاء بالأقلية الإسلامية في تقرير نشرته الصحف الألمانية اليمين المتطرف بألمانيا مسؤولية الحادث الذي لم يعرف دافعه بعد، * ولا يعد هذا الحادث الأول من نوعه في ألمانيا الذي تتعرض فيه منشآت إسلامية لانتهاكات، ففي يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شهر ديسمبر من عام 2004، أطلق مجهولون النار على نوافذ أحد المساجد في مدينة شفيبيش هال، وقدرت خسائر المسجد بمبلغ 5 آلاف يورو، وأرجعت الشرطة الحادث إلى إحدى الجماعات المعادية للإسلام في ألمانيا، كما تعرض مسجد آياصوفيا في مدينة ريمشايد في التاسع من نفس الشهر ونفس العام، إلى محاولة إضرام النار فيه عن طريق إلقاء أوراق محترقة داخل المطبخ التابع للمسجد، وقدرت الخسائر وقتها بمبلغ 500 يورو، ولم تتوصل التحقيقات إلى مرتكبي الحادث أو الدافع وراءه