اتخذت السلطات الإسبانية إجراءات صارمة للتصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية؛ حيث نفذت عدة عمليات طرد لحراڤة جزائريين منذ بداية السنة الجارية؛ أسفرت عن ترحيل ما يربو عن 500 مقيم على ترابها بطريقة غير قانونية، على شكل أفواج حلوا بميناء وهران، آخرها كان أول أمس عندما تم استقبال 10 حراقة بينهم مغربيان، أودعا الحبس الاحتياطي بتهمة انتحال هوية الغير والهجرة غير الشرعية. * و كان ميناء وهران باعتباره الأقرب للمياه الإقليمية الإسبانية، قد عرف منذ بداية السنة الجارية استقبال العديد من أفواج الحراقة، الذين خاضوا في السابق مغامرات بحرية عبر قوارب الموت لبلوغ الضفة الأخرى، إلا أن الرقابة المشددة التي باشرها الحرس الإسباني على سواحله أجهضت مخططهم، ليحالوا على الأجهزة الأمنية للتحقيق معهم، قبل أن يحتجزوا في المراكز المخصصة للمهاجرين غير الشرعيين؛ بغرض التحقق من هوياتهم والبلدان التي ينحدرون منها، خاصة في ظل لجوء المحتجزين إلى الإدلاء بمعلومات مغلوطة عن أسمائهم وجنسياتهم، وفي هذا السياق كانت مصالح الأمن الجزائرية، قد وقفت على حالات مماثلة لحراقة مغاربة قدموا أنفسهم على أنهم جزائريون هربا من بطش نظام المخزن، وحسب ما أوردته مصادر مطلعة للشروق اليومي، فإن عدد الحراقة الجزائريين المطرودين من التراب الإسباني سيقارب ال1000 حراڤ قبل انقضاء السنة الجارية، بالنظر إلى العدد الهائل من رحلات الموت التي خاضها العشرات منهم سابقا للوصول إلى هذا البلد الأوربي، في حين تم استثناء القصر من عمليات الطرد، بالنظر إلى سنهم الصغير والأوضاع المأساوية التي يكابدونها مع عائلاتهم ما دفعهم إلى الإقلاع في رحلات الموت. * * ..وانقاذ 3 حراڤة قرب السواحل الإسبانية * علمت "الشروق اليومي" من مصادر مطابقة أن مصالح حراس السواحل الاسبانية تمكنت نهاية الأسبوع من إنقاذ 3 جزائريين ينحدرون من ولايات تلمسان، وهران وعين تموشنت، يوجدون في حالة صحية جد حرجة رفقة مغربيين و3 حراڤة ماليين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و33 سنة بسبب تعطل قارب الصيد الذي انطلقوا على متنه من أحد شواطئ عين تموشنت منذ قرابة أسبوعين، حيث قضوا مدة أسبوع في عرض البحر تائهين، الأمر الذي زاد من تدهور حالتهم الصحية قبل أن يتم تحويلهم إلى العناية الطبية المكثفة في انتظار ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية. هذا وقد اتهمت جمعيات حقوقية مغربية وجزائرية السلطات الاسبانية بعدم تقديم المساعدة لهؤلاء الحراڤة في الوقت المناسب، مستدلة بالمدة التي قضاها هؤلاء في عرض البحر تائهين، جاء ذلك عقب القرار الأخير الذي اتخذته مدريد بشأن قوافل الحراڤة القادمين إلى سواحلها والقاضي بعدم تقديم أية مساعدة لهؤلاء في حالة ضياعهم داخل مياهها الإقليمية. * بلحية أمين