يعاني سكان بعض البلديات في ولاية بومرداس هذا الفصل من أزمة عطش شديدة دفعت ببعضهم إلى شن حركات احتجاجية، أقدموا خلالها على غلق الطرقات وشل حركات المرور عبر العديد من المحاور تعبيرا منهم عن غضبهم لغياب الماء والتزام السلطات المعنية الصمت حيال هذا الوضع، وإن تحركت فبوعود جوفاء وحلول ترقيعية سرعان ما تتبخر، وتؤدي إلى عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه من قبل. * ورغم الوعود التي أطلقتها الوصاية، والتي أكدت في أكثر من مناسبة أنها ستعمل جاهدة للقضاء بصفة نهائية على مشكل غياب الماء، إلا أن حالات الاحتقان في الوسط السكاني لا زالت قائمة وما زالت الاحتجاجات تتكرر في بعض المناطق مع إقدام المحتجين على غلق الطرقات باستعمال الحجارة والأعمدة والمتاريس وإيقاد النيران في العجلات المطاطية لعرقلة حركة المرور، ما يؤكد فعلا أن مبادرات الوصاية وإجراءاتها الترقيعية ما هي الا حلول مؤقته، بل مجرد وعود وهمية لا ترقى إلى مستوى الحلول التي من شأنها تحقيق مطالب السكان وإسكات أصواتهم، فالبلديات التي كانت في وقت قريب محل تململ واحتقان بسبب ندرة الماء الشروب، تم تزويد بعضها بمياه سد تاقصبت، غير أنها لم تنج من الاحتجاجات مثلما هو الحال بالنسبة لبلدية قورصو التي كان مواطنوها سباقين للاحتجاج، خاصة نزلاء موقع شاليهات حي محمد بوضياف الذين ألهبوا الشوارع بالنيران مرتين على التوالي وعمدوا إلى قطع الطريق الوطني الرابط بين بومرداس الجزائر مرورا ببودواو، احتجاجا على ندرة المياه وعدم زيارتها حنفياتهم لمدة فاقت الشهرين. هذا وكان سكان حي برحمون الواقع بنفس البلدية قد احتجوا على نفس المشكل وأقدموا على غلق الطريق الوطني رقم 5 مرتين على التوالي، تعبيرا عن غضبهم لانعدام الماء وقال أحد المحتجين في حديثه "لماذا تُقطع عنا المياه في حين لا يعرف سكان عاصمة الولاية هذا المشكل" مضيفا أنه في احتجاجهم الأول سارعت المصالح المعنية بضخ كميات معتبرة من الماء وتم تزويدهم بالماء الشروب، غير انه وبمجرد أن هدأت الأوضاع عادت حليمة الى عادتها القديمة، وهو نفس المشكل الذي عرفه سكان حي ساحل بوبراك الواقع باقليم بلدية سيدي داود، أين قام المحتجون بغلق الطريق الوطني رقم 24 معرقلين حركة المرور نهارا في وجه المارة ولمدة فاقت الساعات، وطالبوا بحقهم في الماء الشروب، وقد أجمع المحتجون على نفس التعبير المشحون بالغضب عن المعاناة الكبيرة التي يعيشونها في ظل غياب الماء الشروب، والتكاليف التي أنهكت كاهلهم نتيجة اعتمادهم على التزود بالصهاريج التي غالبا ما يقتصر استعمالها على الأشغال المنزلية، واضطرارهم لاقتناء قارورات المياه المعدنية، وبالموازاة مع هذه الحركات الاحتجاجية التي كانت في مجملها نابعة عن حالة اليأس التي بلغها السكان بشأن ندرة المياه في هذا الصيف وعلى أبواب شهر رمضان الكريم، أقدم أيضا سكان قرية المراييل على غلق الطريق الوطني رقم 5 مطالبة الجهات الوصية بتزويدهم بالماء الشروب في ظل الحرارة الشديدة التي تعرفها البلاد، حيث قال المحتجون في حديثهم ل"الشروق اليومي" إن المشاريع التي تطلقها السلطات المحلية بتزويدهم بالماء الشروب لم تر النور بعد، وأنهم يدفعون ثمن ذلك - على حد قولهم - وأكدوا أنه بالرغم من أن بلديتهم تم ربطها بمياه سد تاقصبت، إلا أنهم لا زالوا يعانون العطش جراء غياب الماء عن حنفياتهم،