لايزال حلم بعض العائلات المنكوبة جراء زلزال الذي ضرب ولاية بومرداس وضواحيها سنة 2003، في الحصول على مسكن لائق بهم لم يتحقق بعد، فمنذ تلك الفترة الطويلة التي مرت على هذه الكارثة الطبيعية والتي تعدت سبع سنوات، لاتزل العشرات من العائلات المنكوبة المتضررة من هذا الزلزال، بولاية تيزي وزو تعيش داخل خيمات في بعض المساحات التي خصصتها السلطات المحلية بولاية تيزي وزو للسكن. وهذا على مستوى المكان المسمى"محطة شعبان" المتواجدة بمحاذاة من مبنى الفرع الجهوي لمفتشية العمل. للعلم فإن منازل العائلات المنكوبة تهدمت وتشققت جدرانها بشكل أصبحت غير قابلة للسكن، وتشكل خطرا على حياة أصحابها الأمر الذي استلزم تحويلها على جناح السرعة إلى مكان آخر. وقد عمدت السلطات المحلية على توزيع هذه العائلات المنكوبة بين كل من المساحة المتواجدة بالقرب من الحظيرة القديمة "أنيام" والمسبح الأولمبي وقد تم اختيار مدينة تيزي وزو لقربها من ولاية بومرداس المجاورة لها مع العلم فإن حياة السكان تحولت إلى جحيم داخل هذه الخيم التي لا تتوفر على أدنى شروط الحياة، وأقل ما يقال عنها "كارثية" نظرا للظروف الصعبة التي تعيشها العائلات ضمن سبع سنوات، ورغم الشكاوي المتكررة التي يقيمها السكان للسطات المحلية المعنية، للتدخل السريع ووضع حد لهذه الوضعية، إلا أن حلمهم في الحصول علي سكنات لائقة أصبح مغلقا لأجل غير معروف. ومن المشاكل التي يصادفها سكان هذه الخيمات غياب النظافة وتكاثر الحشرات السامة والضارة التي غالبا ما تكون مسببة للأمراض فضلا عن ذلك وجود الفئران والجرذان الأمر الذي أصبح بؤرق حياة السكان الذين يطمحون في التفاتة السلطات المحلية والنظر في انشغالاتهم ومشاكلهم وخاصة الوضعية الحرجة التي لم تعد تحتمل. أعرب العديد من المواطني حي المدينة العليا بتزي وزو عن استيائهم وسخطهم الشديد إزاء الأوضاع المزرية والمشاكل الاجتماعية التي يتغبطون فيها منذ مدة طويلة بسبب نقص الإمكانيات الضرورية وانعدام البرامج التنموية مما جعل المدينة العليا بتزي وزو خارج مجال التغطية وقد أرجع سكان هذا الحي سبب تدهور الأوضاع إلى إهمال المسؤولين المحليين القائمين على رأس هذه البلدية وتجاهلهم لمشاكل السكان ومعاناتهم، وضرب مطالبهم عرض الحائط، وأمام هذه الوضعية الصعبة والحرجة قرر السكان عدم التزام الصمت من خلال تنظيم حركة احتجاجية انتباه المسؤولين المحليين ومطالبتهم بالتدخل السريع لإيجاد حلول مناسبة، لإخراج حي المدينة العليا من العزلة والتهميش كما يجدر الذكر، فإن سكان هذا الحي سبق لهم وأن نظموا حركة احتجاجية في الأيام الماضية خلال شهر أكتوبر المنصرم أين أقدموا على غلق الطريق الرئيسي لمدينة تيزي وزو الرابط بين عاصمة الولاية وقرية رجاونة الأمر الذي أدى إلى عرقلة كبيرة في حركة المرور كما أكد سكان هذا الحي أن حركتهم الاحتجاجية المقبلة ستعرف منعرجا أكبر وأخطر في حالة عدم استجابة السلطات المحلية لمطالبهم الشرعية.