كرواتيا... تلك الدولة التي كانت تابعة ليوغسلافيا سابقا، وهي في جنوب شرق أوروبا، تطل على البحر الإدرياتيكي، وعاصمتها زغرب، وقد أعلنت استقلالها سنة 1991. * سكانها خليط من المنطقة، حيث يصل تعداد سكانها إلى حوالي 5.4 ملايين نسمة، يشكل الأزوت منهم حوالي 90٪، يليهم الصرب بنسبة 4،5٪، والبوسنيين بنسبة ضئيلة جداً تصل إلى 0.5٪ والضغار 0.4٪ . * أثناء تواجدنا بجمهورية كرواتيا، كانت لنا العديد من اللقاءات والمواقف الطريفة، كما لاحظنا التواجد النوعي للجالية المسلمة، فقد كان المترجم الخاص لرؤساء دول كرواتيا من أصول أردنية، والكثير من رؤساء المؤسسات الاقتصادية هم من العرب والمسلمين... فقد وجدنا أثناء زيارتنا لكرواتيا الفرصة لزيارة المشيخة أو دار الافتاء، والمسجد المتواجد فيه الدار والذى يعد تحفة معمارية ليس في المنطقة ولكن في أورويا أجمع، وهو متكامل من حيث الخدمات المقدمة، فقد كانت لنا جلسات مع المفتي ومسلمي كرواتيا... وكلهم حسب ما لمسته قلوبهم مع فلسطين والقدس وغزة... * فتلاحظ حاليا هذا التواجد الوجداني للمسلمين من خلال الاهتمام بالقضايا المركزية، واستعدادهم للدعم وتوصيل المساعدات... كما أتيحت لنا الفرصة، أثناء تواجدنا بزغرب، للتباحث مع الرئيس السابق للدولة والرئيس الحالي، »ستيبان مسيك بوكان« والذي كان اهتمامه جد واضح لدعم القضايا العادلة، وكذلك بالعالم العربي، وضرورة التواصل، كما أدهشني الرئيس الحالي حيث علمت بأنه أستاذ ودكتور في القانون، وكذلك أستاذ في الموسيقى، ويتمتع بثقافه جد واسعة، ولم يمنعه كل ذلك من استقبال ضيوفه بمنتهى التواضع والكرم، وكما أعجبنى إلمامه بالملفات وحكمته ودبلوماسيته أثناء المناقشة... * وبينما نحن في زغرب، حاولنا زيارة بعض المدن الداخلية، وبالأخص مدينة ربيكا، والتي كانت تعد سابقا مصيفا للعديد من الملوك والرؤساء، لما تتمتع به من مناظر خلابه وإطلالة مميزة على البحر، والساحل الكرواتي. ولذلك نلاحظ مؤخرا نمو قطاع السياحة بشكل سريع، حيث يبلغ عدد السياح سنويا الآن حوالي عشرة ملايين نسمة. * وبالتأكيد لا ننسى أن من أهم المعالم البارزة التي لا يمكنك تجاهلها أثناء تواجدك في كرواتيا هي المعالم العثمانية، وأهمها من خلال المطبخ العثماني، فأثناء العديد من »العزومات« الرسمية وغير الرسمية، لاحظنا هذا التوجه على حساب المطبخ المتوسطي أو وسط أوروبا. * ويمكن اعتبار كرواتيا مفترقا للعديد من الثقافات الغربية والشرقية، بحكم احتكاكها مع الخلافة العثمانية، وإنما كانت جزءا من مملكة المجر، وكذلك بحكم أثار الحقبة الشيوعية، في عهد تيتو، والانفتاح السياسي، وهي إحدى الدول المرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي... كما تشارك كرواتيا الحدود مع العديد من الدول ومنها: سلوفينيا والمجر وصربيا والبوسنة والهرسك وجمهورية الجبل الأسود، ونجد اللغة الرسمية في البلد هي الكرواتي، والتي تعد أصل اللغات السلافيةو.. * وقد تبهر أثناء تواجدك بجمال العاصمة ومعالمها التاريخية، رغم صغر المدينة... فأثناء تجولك توحي لك العاصمة زغرب، بعمقها الثقافي وميلها نحو الفنون، والرسوم والمسيرة بشكل خاص والذي أثر إيجابيا على بناء المساجد في كرواتيا، من خلال الاهتمام بالبعد المعماري والعديد من اللمسات الجميلة في المساجد، مما يشرح صدرك، ويهيّئ مشاعرك لتقبل العديد من الأمور أثناء الاستماع للدروس والمحاضرات.