ارتفعت نسبة الإقبال على استهلاك المخدرات وتناولها خلال شهر رمضان الكريم، إلى مستويات قياسية بالجزائر، خاصة بعد موعد الإفطار، حيث تستهلك هذه السموم بشكل لافت للانتباه، سواء داخل المقاهي أو الأحياء، والشوارع، أو الأماكن العمومية والحدائق العمومية. ولمواجهة تنامي ظاهرة ترويج واستهلاك المخدرات في شهر رمضان، لجأت مصالح الدرك الوطني إلى تنظيم أيام تحسيسية لتوعية المواطنين والشباب خصوصا بمخاطر المخدرات من جهة، والتكثيف من الحملات التطهيرية بمختلف أحياء ومناطق الوطن، بهدف اعتقال المزيد من مروجي المخدرات. وقد نظمت قيادة الدرك الوطني بالتنسيق مع بلدية القبة بالعاصمة ليلة أول أمس يوما تحسيسيا حول آفة المخدرات ومخاطر استهلاكها، وكيفية الابتعاد عنها وذلك بقاعة الحفلات المحاذية لمقر المجلس البلدي لبلدية القبة، بمشاركة العناصر الفاعلة في الموضوع من الدرك الوطني، خلية حماية الأحداث بباب اجديد، ومنتخبين بالمجلس البلدي، وحسب العقيد "أيوب" المشرف على تنظيم اليوم التحسيسي فإن الإقبال على استهلاك المخدرات خلال شهر رمضان بعد موعد الإفطار يعرف ارتفاعا جنونيا، وذلك لتوجه اغلب المدمنين على المشروبات الكحولية إلى تناول المخدرات في هذا الشهر. ومن جهة أخرى، ذكرت مصالح الدرك الوطني في مجال الشرطة القضائية خلال شهر جويلية المنصرم، توقيف 4131 شخص متورط في 3668 قضية، منها 650 قضية ضد الأشخاص، 630 ضد الممتلكات، 105 ضد الأسرة،781 تتعلق بالجريمة المنظمة، وقد تم معالجة 78.63 بالمائة من هذه القضايا نهائيا، حيث تعود اغلب القضايا التي لاتزال قيد التحقيق أو غير المعالجة بعد حسب العقيد أيوب هي قضايا تهريب، وذلك لأن المهربين أصبحوا يهربون ويتركون سلعهم، وذلك بعد تشديد العقوبات على المهربين، وتغيير العقوبة من الغرامة إلى الحبس. وأفيد خلال اليوم التحسيسي بأن قيادة الدرك الوطني بصدد الانتهاء من دراسة فتح 22 خلية حماية أحداث جديدة عبر عدد من ولايات الوطن، وذلك لتقريب هذه الخلية التي انشئت في مارس 2005 م من الشباب والأحداث بوجه الخصوص، للإصغاء اليهم وتوعيتهم بمخاطر الانحراف والآفات الاجتماعية ليس فقط المخدرات، وهو الأمر الذي أشارت إليه ممثلة عن خلية حماية الأحداث بباب اجديد بقولها "ميزة الشاب الجزائري هو حبه أن يجد لهمومه آذانا صاغية". ومن جهتها ذكرت رئيسة المجلس الشعبي البلدي للقبة السيدة بوناب عزمها بالتنسيق مع الجهات المعنية على استحداث فريق مختص للإصغاء المنزلي، وهو فريق يتكون من طبيب، مختص نفساني، ممرض، يقصد المنازل لتحسيس العائلات والأسر بمخاطر المخدرات، ومساعدة أبنائها المدمنين على الخروج من مشكلتهم، إلا أن هذه العائلات ترفض الحديث حول تناول أبنائها للمخدرات، انه موضع عائق.