يعيش الشباب في القرى والمناطق النائية بولاية بجاية، على مدار السنة خاصة في أيام الصيف الحار، جلّ أوقاتهم في المقاهي وبعض الأماكن العمومية التي يتوفر بها الظل لتبادل أطراف الحديث الروتيني، والذي يدفع بالكثير إلى الملل في ظل انعدام وسائل التسلية والترفيه بالمقاييس المتعارف عليها، حيث تجد أغلبهم يفكرون كيف يواجهون هذا الملل الذي يصاحبهم أينما حلوا، فأغلبهم يقصدون البرك المائية المجاورة لمناطق إقامتهم غير مبالين بالمخاطر الصحية التي تنجم عن السباحة في هذه الأماكن، حيث تحمل الكثير من الأوبئة والأمراض المتنقلة عن طريق المياه، رغم جمال الطبيعة التي تجلب السياح في مثل هذه الأشهر بكثرة للتمتع بموروثاتها الحضارية عبر كل الحقب الزمنية.. * لكن كل هذا لم يشف غليل أبناء تلك المناطق باحثين عن فرص عمل أو خلق مؤسسات مصغرة لإعادة بعث نشاطاتهم، ومن ثم الترويج لمختلف الصناعات التقليدية والخدمات المحلية المتوفرة، وحسب الشباب الذي التقينا بهم، فإنهم يتطلعون إلى غد أفضل من أجل العيش الكريم وينتظرون تحرك السلطات الوصية لمراعاة هذه الجوانب، خاصة في فصل الصيف في ظل غياب وسائل الترفيه والتسلية، ونجد الشباب الذي لا يستطيع الذهاب إلى المدن الساحلية و التمتع بزرقة البحر فإن الغابات المفرّ الوحيد بالنسبة إليهم يقضون فيها جل أوقاتهم في فصل الصيف ترافقهم في ذلك العائلات، أين تتحول هذه الأماكن في الكثير من الحالات إلى مخيم صيفي، هذا ما جعل هؤلاء يطالبون السلطات الوصية في الكثير من الأحيان برمجة مشاريع على غرار الحدائق العمومية، والتي من شأنها وضع استراتيجية سياحية تدعم البرامج التنموية. * * للإشارة فإن هذه المناطق النائية تتوفر على مساحات غابية هامة تبقى عذراء بالنظر لما تستطيع أن تقدمه من خدمة كبيرة للسياحة، وذلك عبر إنشاء قرى سياحية ومرافق ضرورية، وهذا بالنظر إلى جوّها الذي يساعد لإنجاح مثل هذه المشاريع الهامة، وفي انتظار ذلك تبقى المعاناة مستمرة