يعتبر شباب مدينة بلعباس فصل الصيف موسما غير مرغوب فيه، ويرجع السبب في ذلك إلى الفراغ الرهيب الذي يعانون منه، تزامنا مع توقف النشاط الدراسي وغياب المرافق الترفيهية في الوقت الذي تشهد فيه مدينة سيدي بلعباس موجة حر عالية. وأمام هذه الظروف الصعبة التي يعاني منها الشباب الذين لا يجدون أمامهم من سبيل في أيام الحر هذه خاصة من لم يسعفهم الحظ في الذهاب إلى المناطق الساحلية للإصطياف والاستمتاع بزرقة البحر، سوى الجلوس في مقاهي المدينة أو تمضية أوقاتهم في لعب الدومينو، حتى يتغلب عن الملل في ظل انعدام وسائل ترفهية أخرى ليقبعوا في المساحات الخضراء وبجانب البيوت إلى ساعات متأخرة من الليل. حديث هؤلاء الشباب مع (الحوار) التي التقت بهم في إحدى مقاهي المدينة كشف عن شغلهم الشاغل الذي يقف حجر عثرة باستمرار في حياتهم، لتبقى أمنيتهم الوحيدة في الحياة الحصول على وظيفة يسترزقون منها، وتنتشلهم من شبح البطالة الذي افتك بحالتهم المادية والنفسية على حد السواء، ويدمر الحلم الذي يراود كل واحد منهم لإتمام نصف دينه والإستقرار، وحتى يتغلب هؤلاء الشباب على الملل صاروا يجتمعون في مقاهي المدينة ليتبادلوا أطراف الحديث حول نتائج المباريات وآخر ما توصلت له التكنولوجيا الحديثة من اختراعات خاصة إذا تعلق بالهواتف النقالة. فهي الطريقة الوحيدة التي يلجأ إليها شباب بلعباس للتخفيف من الضجر الذي يصيبهم في ظل غياب وسائل الترفيه.