يعيش الشباب في مدينة بوسعادة والمناطق المجاورة خلال أيام الصيف الحارج جلّ أوقاته في المقاهي وبعض الأماكن العمومية التي يتوفر بها الظل لتبادل أطراف الحديث الروتيني، الذي يدفع بالكثير إلى الملل في ظل انعدام وسائل التسلية والترفيه بالمقاييس المتعارف عليها. إذ تجد أغلبهم يفكرون كيف يواجهون هذا الملل الذي يجاسلهم أينما حلوا، فأغلبهم يقصدون البرك المائية الموجودة بوادي بوسعادة على غرار شلال طاحونة فيريرو و''ڤلتة الجمل'' وكذا ''غيران سبعة'' وأجنان الرومي بعيدا عن ضوضاء المدينة غير مبالين بالمخاطر الصحية التي تنجم من السباحة في هذه الأماكن، التي قد تحمل الكثير من الأوبئة والأمراض المتنقلة عن طريق المياه رغم جمال مدينة السعادة التي يوافد عليها السياح في مثل هذه الأشهر بكثرة للتمتع بموروثاتها الحضارية عبر كل الحقب الزمنية. لكن كل هذا لم يشف غليل أبناء المنطقة باحثين عن فرص عمل أو خلق مؤسسات مصغرة لإعادة بعث نشاطاتهم ومن ثمة الترويج لمختلف الصناعات التقليدية والخدمات المحلية المتوفرة. وادي بوسعادة يفقد خصوصياته السياحية فقد وادي بوسعادة الكثير من المزايا الطبيعية والسياحية التي تميزه عن غيره من المناطق السياحية والطبيعية الأخرى، وهذا راجع لعملية الترميم التي تجري من طرف شركة أجنبية لا تراعي فيها الجانب السياحي للمنطقة والذي يعتبر رئة المدينة التي تتنفس منها، كان بالأمس يعجّ بالسواح، فحسب الشباب الذي التقينا بهم، أن نكهة الوادي تغيرت تغييرا كليا حتى المرتفعات القريبة من الوادي أصبحت عبارة عن مباني فوضوية أعطت مناظر غير لائقة. ونخص بالذكر الطريق السياحي الذي فقد الكثير من مميزاته رغم أن السلطات المحلية والولائية عبّدت الطريق بطريقة جيّدة وغرست الأشجار على حافتيه، لعلّ السياحة تنتعش ذات يوم. أما الشباب الذي التقيناه، يرى أن الأمر لن يغير شيئا، فبعد أن كانت السياحة شريان الحياة بالمنطقة أصبحت المعالمم السياحية في طريقها إلى الزوال، ولم يبق منها إلا طاحونة ''فيريرو''، وهي إحدى المعالم الجذابة للسواح فقدت جمالية الصورة الطبيعية التي كانت تطبعها بعد اندثار معالمها وبقي منها الشلال وحده يقاوم الزمن وأفعال الإنسان يتوسط بوسعادة، وغير بعيد عن الشلال نجد ''جنان الرومي'' المعروف الذي يقع على ضفاف الوادي تحول هو الآخر إلى أطلال، واختفت البساتين والأشجار التي كان يرتاح عندها الأهالي. الشباب اليوم يتطلع إلى غد أفضل من أجل العيش الكريم وينتظر تحرك السلطات الوصية لمراعاة هذه الجوانب، خاصة في فصل الصيف في ظل غياب وسائل الترفيه والتسلية في المدينة. الملاعب الجوارية مهملة إلى إشعار آخر تعرف معظم ساحات اللعب والملاعب الجوارية ببوسعادة الإهمال، حيث أصبحت المساحات المخصصة للعب تشكل أخطارا جمّة على شباب الأحياء ممن يقصدونها من أجل لعب كرة القدم، وهي اللعبة الشعبية الأكثر رواجا، فهي تحتاج إلى التهيئة وإعطائها أولوية وهي بمثابة ملجأ للكثير من شباب الأحياء الذين عادة ما يقومون بدورات رياضية تنافسية خلال فصل الصيف وهذا لتجنب الإنحراف الاجتماعي والخمول وغيرهما من الأمور التي تترك الآثار السلبية على المجتمعات. وعادة ما نجد الدورات يتم فيها تجسيد روح الحوار والمنافسة الشريفة تساعد الشباب على محاربة ظاهرة العنف في ملاعبنا. والشباب اليوم في بوسعادة مستاء من الوضعيه الذي آلت إليها بعض الملاعب الجوارية التي أصبحت شبه مهملة على غرار ملعب حي 110 مسكن الذي لم تبدأ به الأشغال والمساهمة المخصصة للعب بحي ''النية لعريبي'' (بريكة) وحي ''سيدي سليمان'' الذي يقدر عدد سكانه حوالي 23000 نسمة، وهو يعدّ من أكبر الأحياء بالمدينة ككل. دار الثقافة تشكو المثقفين للزمن دار الثقافة المتواجدة بجوار الملعب البلدي وسط المدينة، بعدما كانت في السنين الماضية قبلة للمثقفين وبعض النوادي الثقافية والرياضة الفردية، فالآن ومع مرور الزمن لم يبق منها إلا الاسم والهيكل، وقد علق بعض المثقفين والشباب ''معلم ثقافي في طريقه إلى الزوال''. فلا شك أن الزائر لدار الثقافة بالمدينة يلاحظ الإهمال الذي آلت إليه بعدما هجرها مثقفي المنطقة، فهي تعيش وضعا كارثيا وقد انطلقت بها الأشغال منذ أسابيع إلا أنها تسير ببطء كبير، تنشط فيها حاليا بعض النوادي الرياضية مثل نادي حمل الأثقال، الجيدو، الكاراتي، ونادي الشطرنج. للعلم إن جل النوادي سابقة الذكر، كانت تنشط في قاعات خاصة هي الأخرى بجانب الملعب تم ترحيلهم إلى دار الثقافة بحجة توسعة الملعب البلدي وبناء مدرجات بتكلفة قد تقدر ببناء ملعب آخر في مكان أكثر ملاءمة، مما جعلها تشكل محلّ أطماع الكثير، خاصة وبعد مطالبة مسيري فريق أمل بوسعادة أكثر من مرة بناء محلات تجارية في الجهة الشمالية والشرقية من محيط الملعب، وهناك من طالب بدار الثقافة من أجل إقامة لاعبي الأمل وبعض المرافق الضرورية، حتى البلدية كان لها نصيب من هذا المعلم الثقافي، حيث تم فتح فرع بلدي للحالة المدنية. ويبقى الخاسر الأكبر، الثقافة وشباب المنطقة، خاصة فئة المثقفين الذين لا تخلوا كل زاوية من المدينة إلا وجدنا مثقفا حلمه الوحيد أن يجد مكانا لائقا يفجر فيه كل ما يجول بخاطره خدمة للثقافة وحتى الفنانين المعروفين على الساحة الوطنية، مثلوا الجزائر حتى في المحافل الدولية أمثال محمد شمسية وعبد الرحمان قماط ولمين قيرش ومصطفى زميرلي والقائمة طويلة وثرية... الشباب البوسعادي يقصد جبل أمساعد يوميا أصبحت غابة جبل أمساعد تمثل للكثير من العائلات البوسعادية والمدن المجاورة لها المتنفس الوحيد للهروب من حرارة الصيبف ودرجات الحرارة المرتفعة التي تتجاوز في بعض الأحيان 40 درجة، وقد تجاوزتها بقليل حقا خلال الأيام الماضية، وفي غياب وسائل الترفيه نجد الشباب الذي لا يستطيع الذهاب إلى المدن الساحلية والتمتع بزرقة البحر إلا الغابة المفرّ الوحيد بالنسبة إليهم يقضون فيها جل أوقاتهم في فصل الصيف ترافقهم في ذلك العائلات، أين تتحول الغابة في الكثير من الحالات إلى مخيم صيفي، هذا ما جعل السلطات المحلية لبلدية جبل أمعساد تطالب السلطات الوصية في الكثير من الأحيان منح البلدية حدائق عمومية، حيث استفادت هذه الأخيرة من العديد من المشاريع التي من شأنها وضع استراتيجية سياحية تدعم البرنامج التنموي الذي سطرته السلطات المحلية، على غرار المشروع السياحي الاستراتيجي والذي استفادت منه البلدية بغابتها بمحاذاة بيت الشباب التي تبقى تفتقر لأهم الضروريات مثل الدتفئة والماء، حسب ما أكد لنا رئيس البلدية السيد عيسى أرفيس. المشروع السياحي حسب ذات المسؤول فاق المليار ونصف المليار سنتيم، حيث يتوفر على مساحة هامة بمدخل البلدية يعكس جمالية المنطقة، بالاضافة إلى بناء أكشاك مصنوعة من الخشب لتحافظ على المنظر الجمالي للغابة. للإشارة، فإن بلدية جبل أمسعاد تتوفر على مساحة غابية هامة تفوق 200 ألف هكتار من الأشجار الغابية، تبقى عذراء، بالنظر لما تستطيع أن تقدمه من خدمة كبيرة للسياحة ليس للمنطقة فحسب بل لكل الجزائر، وذلك عبر إنشاء مراكز رياضية على أعلى مستوى وهذا بالنظر إلى جوّها الذي يساعد في مثل هذه المشاريع الهامة. فريق الأمل فريق الشباب البوسعادي أمل بوسعادة فريق المدينة وعشق الشباب للرياضة الأكثر شعبية على الإطلاق بعدما كان يضرب له ألف حساب من طرف كبرى الأندية الجزائرية، أصبح اليوم عاجزا عن تنظيم أحواله وأموره، فقد خرج الفريق فارغ اليدين وهو ما جعل جلّ الأنصار يفقدون الأمل في فريقهم وهو يتهاوى على مرأى أعينهم سئموا من الروتين والكلام الذي يشاع على أطراف المدينة في ظل النتائج السلبية لفريقهم الموسم الماضي رغم الإمكانيات التي تميزه على باقي فرق قسم مابين الرابطات من وسائل باختلافها من النقل وحتى التمويل ذات يوم اتهم والي الولاية أنه لم يدعم الفريق، لكن الواقع أثبت العكس فالفريق دعّم دعما كليا من طرف السلطات التي وقفت إلى جانبه في كل الظروف وكانت تتابع باهتمام كبير الفريق ومدّ يد العون، لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن؟ اليوم يعيش الجراد الأخضر على أعصابه وآخر الأخبار تقول إن رئيس الفريق هو القديم الجديد السيد علي بن عيسى والمكتب المسير حاليا، يعمل جاهدا من أجل اللعب على البقاء والحفاظ على ماء الوجه، وهناك مشاورات واتصالات حثيثة لاستقدام المدرب بوفنارة وبحالة الأمل الذي عاش لأشهر في مفترق الطريق، يضاف عبء آخر للشباب الذي يعاني من البطالة القاتلة، بل منهم من أبى حتى يسمع منا اسم الفريق، بل أغلب من التقينا بهم في عدة نقاط من المدينة، فالفريق الذي كاد ذات يوم أن يحرق المدينة بالكامل من أجله أصبح اليوم يتلاشى اسم سء من ذاكرة الكثير من البوسعادية من شباب وكهول وعاشقي الكرة.