صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطنيين على الرغم من التفاؤل الدولي بنجاح المفاوضات المباشرة التي سوف تستأنف يوم 2 سبتمبر بالقاهرة، إلا أن لهجة التشاؤم عكست آراء الجانب الفلسطيني. ففي اتصال هاتفي مع (الشروق اليومي) من القاهرة، أكد صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن الجانب الفلسطيني وافق على استئناف المفاوضات نظرا لما تضمنه بيان الرباعية من تحقيق المطالب الفلسطينية في وقف الاستيطان والانسحاب لحدود 67، إلا انه قال أن الجانب الفلسطيني سوف ينسحب منها إذا لم تلتزم إسرائيل بتجميد الاستيطان أثناء المفاوضات. * في المقابل، قال أسامة حمدان، مسؤول ملف العلاقات الدولية في حركة حماس من بيروت أن إطلاق المفاوضات في جانبها الأساسي جاء لحفظ ماء وجه إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما حيال الالتزامات التي أعلنت عنها في بداية عهدها، فعمليا هناك برنامج أمريكي أمني في الضفة الغربية يجري بالتنسيق مع السلطة، بالإضافة إلى الصمت حيال استمرار الاستيطان وبناء الجدار العازل وتهويد القدس. * وأضاف حمدان أن هذه المفاوضات تأتي كحجة للتشويش علي استمرار تلك الانتهاكات وفي نهاية المطاف لن تؤدي الى نتيجة، لأن أي برنامج للتسوية قائم على أساس خاطئ. * وكان المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جورج ميتشل قد صرح بأن حماس لن يكون لها دور في المفاوضات المباشرة. * وأرجع حمدان ذلك الى سببين، أولهما وجود محاولة أمريكية لتحجيم حماس والتركيز علي أنها معزولة في غزة، وهو ما يجافي الحقيقة، لأن هناك 11 فصيلا رفضوا تلك المفاوضات، والسبب الآخر أن واشنطن تتخذ موقفا سلبيا من الحركة ومن محيط علاقاتها الإقليمية فضلا عن التقليل من أي دور للحركة في التأثير على الموقف الفلسطيني.. في النهاية نحن لسنا مفاوضين. * واعتبر أن مهلة ال 12 شهرا هي أجندة أمريكية تريد إدارة أوباما من خلالها وبالتنسيق مع إسرائيل أن تقدم علي تحريك هذا الملف بقدر بسيط لوضعه على قائمة انجازاتها على أمل أن ينجح اوباما في إبرام تفاهم يقود الى حالة من التهدئة في الواقع الفلسطيني قد تسهل عليه اتخاذ خطوة أخرى جذرية في المنطقة لكسب أطراف في العالم العربي وهو الموقف ذاته الذي حدث قبيل حرب العراق الأخيرة لتسهيل العدوان، وهي الأجندة ذاتها التي لاتزال حاضرة في المنطقة. * وأعربت مصادر بالجامعة العربية عن عدم تفاؤلها بنتائج المفاوضات في ظل عدم الاستجابة للمطالب والضمانات الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بتجميد بناء المستوطنات الإسرائيلية. * وقال مصدر دبلوماسي عربي انه لا يعول كثيرا على هذه المفاوضات في ظل استمرار التعنت الإسرائيلي وضعف الموقف العربي واستمرار المحاباة الأمريكية لإسرائيل. * وقال مصدر فلسطيني: لم نكن نرغب في إجراء هذه المفاوضات المباشرة دون الحصول على الضمانات اللازمة والتي طالبنا بها مرارا وفي مقدمتها تجميد بناء المستوطنات الإسرائيلية والتأكيد علي مرجعية حدود 1967. * وفي مقابل هذا التشاؤم الفلسطيني، أعربت إسرائيل عن ارتياحها لاستئناف المفاوضات المباشرة "من دون شروط مسبقة". * وفور إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون الجمعة استئناف المفاوضات المباشرة، رحب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن تتم "دون شروط مسبقة". * وأشاد حزب الليكود (يمين) الذي يتزعمه نتنياهو بهذا "النجاح الدبلوماسي"، معتبرا انه يثبت لأي درجة كان رئيس الوزراء "على حق بعدم الرضوخ للضغوط" حول تجميد الاستيطان. * ووعد نتنياهو أمس بأنه "سيدهش المشككين" في نجاح هذه المفاوضات التي يفترض أن تستأنف في الثاني من سبتمبر. * وفي بيان أعلنت اللجنة الرباعية للشرق الأوسط (الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) الجمعة دعمها للمفاوضات المباشرة التي "ستفضي الى اتفاق يتم التفاوض بشأنه بين الجانبين وينهي الاحتلال الذي بدأ في 1967 ويفضي الى قيام دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية تعيش بسلام جنبا الى جنب إسرائيل والدول المجاورة".