تعتبر مغارة تاغزوت، الواقعة بقلعة بني سلامة في فرندة، 50 كلم غرب تيارت، المعروفة بمغارة ابن خلدون معلما تاريخيا وثقافيا مهما، لارتباطه بمؤسس علم الاجتماع، وهي مصنفة كمعلم تراثي وطني منذ 1968، تمديدا لتصنيفها كمعلم طبيعي في عهد الاستعمار، حيث صدر قانون في ذلك الشأن سنة 1947 . * وتتألف مغارة ابن خلدون من مغارة رئيسة ترتبط بغرف صغيرة داخلها إضافة إلى 3 مغارات أصغر في جوارها، يقوم على حراستها شخص لحساب الوكالة الوطنية لتسيير الممتلكات الثقافية . ويقول مؤرخون أن ابن خلدون اختار المكان لجماله ومنعته، حيث جاء قادما من تلمسان بعد خلاف مع حكامها، وأقام في المنطقة من 1375 إلى 1379 ميلادية، وفي المغارة كتب " المقدمة " وكتاب " العبر " . ويبدو أن الجانب الجمالي لمحيط المغارة كان له تأثير كبير في حياة ابن خلدون التي قضى فيها فترة، ف "بلاد توتة لقانية"، التي تحتضن المغارة تتميز بمنظر بانورامي ساحر، فالمغارة تقع في مكان مرتفع نسبيا وتحتها فراغ على مد البصر تختلط فيه ألوان أتربة الأرض بالاخضرار وزرقة السماء، وتلك عناصر حولت قلعة بني سلامة إلى مزار للمواطنين العاديين والباحثين، وزوار الولاية الذين لا يكاد يجتذبهم شيء غير قيمة المغارة ذاتها ومحيطها الجذاب . وحسب مسؤول في مديرية الثقافة لولاية تيارت فإن أهمية المكان ثقافيا وسياحيا جعلت السلطات تقترح تهيئة شاملة له، تثمينا لقيمته التاريخية وحماية لها، مع إقامة مرافق لاحتضان السياح و توفير راحتهم، وهي الخطة اهتمام السلطات بالقيمة التاريخية والثقافية للمنطقة جعلها تربط المغارة بمركز الدراسات الخلدونية الذي لم تبق إلا بعض الرتوشات في مبناه قبل استلامه، ليتمكن الدارسون من جامعات الوطن ومن الخارج من طلاب علم الاجتماع الخلدوني من الاطلاع على ما في المركز، علما أن المركز يقع في عاصمة الولاية على بعد أكثر من 50 كلم من المغارة، لكن أصحاب الفكرة حريصون على إبقائه قريبا من جامعة الولاية والتي تحمل اسمه هي الأخرى .