لقي انتحاري مصرعه وجرح عسكريان اثنان بعد انفجار هز القاعدة العسكرية بمدينة النعمة شرق موريتانيا، وقال شهود عيان بالمدينة في حديث مع "الشروق" إن السلطات الأمنية فرضت طوقا على مكان الحادث ومنعت حركة السيارات والأفراد. وتشير المعلومات الأولية إلى انفجار سيارة مفخخة من نوع "لاندكريزر" اقتحمت وحدة عسكرية وسط المدينة وأن عسكريين على الأقل سقطا في الهجوم الأول من نوعه بموريتانيا بينما قتل سائق السيارة لدى تفجيره عبوة ضخمة كان يحملها. وبادر حراس الثكنة السيارة رباعية الدفع بالهجوم بعدما تأكدوا من نوايا صاحبها لدى اقتحامه بوابة الثكنة العسكرية قبل مقر الولاية غير أن انفجار السيارة في ساحة للتدريب قلل من الخسائر بينما كان عشرات الجنود داخل الثكنة. وتقول السلطات الإدارية إن مبانٍ رسمية بينها منزل حاكم المقاطعة ووالي الولاية قد تضررا، بينما انهارت البوابة الشرقية للثكنة العسكرية حيث وقع الانفجار. وفي حديث ل "الشروق" بموريتانيا قال مصدر عسكري رفيع إن المعلومات الأولية لدى الأجهزة الأمنية تفيد بتورط عناصر من تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في عملية "النعمة" التي أسفرت عن قتيل وثلاثة جرحى، وأن البحث جار عن عناصر يعتقد أنها دخلت الأراضي الموريتانية. وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه إن السيارة المفخخة دخلت الأراضي الموريتانية من الجارة مالي، وإن ثغرات أمنية يبدو أنها ما تزال قائمة على الحدود سمحت للإرهابيين بالقيام بعملية من هذا الحجم ودون أن تكون الجهات الأمنية على علم بها. وكان التنظيم الارهابي قد هدد بانتقام مزلزل لقتلى هجوم الجيشين الفرنسي والموريتاني قبل أسابيع، لكن استخدام سلاح التفجيرات لم يكن في الحسبان باعتباره ينفذ لأول مرة في موريتانيا. وتدرس الأجهزة الأمنية المكلفة بضبط الحدود الطريقة التي تم بها إدخال شحنة المتفجرات والسيارة ناهيك عن الأشخاص المحتمل مشاركتهم في العملية أو التغطية العسكرية عليها، إذ يصعب أن يكون شخص واحد هو من شارك في العملية التي استهدفت قيادة الجيش بالولاية. وقال وزير الداخلية الموريتاني محمد ولد أبيليل بعد عملية تحرير "جيرمانو" الفاشلة إن موريتانيا باتت حدودها مضبوطة بالكامل ومغلقة في وجه الإرهابيين، لكن دخول عناصر من التنظيم الارهابي في سيارات رباعية الدفع ومعهم متفجرات إلى عمق البلاد (300 كلم تقريبا من الحدود) يثير الكثير من الغموض واللبس حول صدقية تلك التصريحات وما إذا كانت للاستهلاك الإعلامي.