قتل ثلاثة أشخاص، اثنان منهم من أفراد الشرطة القضائية، في عملية انتحارية، استهدفت صبيحة أمس، مقر الشرطة القضائية، بالثنية بولاية بومرداس، فيما جرح 44 شخصا منهم 28 من أفراد الشرطة القضائية، والبقية من المدنيين. تنفيذ العملية كان على الساعة السادسة و31 دقيقة، من صبيحة أمس، وفيما تم نقل شخصين من أفراد الشرطة القضائية إلى مستشفى الأمن الوطني بالعاصمة، كانا في حالة حرجة، ونقل شخص مدني إلى مستشفى زميرلي بالعاصمة، توزع بقية المصابين بين مستشفى الثنية والمستشفى المركزي بولاية بومرداس. وقد خلفت العملية الإنتحارية خسائر كبيرة بوسط مدينة الثنية، خاصة على مستوى الشارع المحاذي لمقر الشرطة القضائية، مقر الأمن الحضري، ومركز بلدية الثنية والدائرة إلى جانب مركز البريد، والمدرسة الإبتدائية، ابن باديس، وكذا ملحقة لمحو الأمية. وحسب ما وقفت عليه "الشروق" بعين المكان، كان بإمكان العملية أن تسبب خسائر بشرية فادحة، لولا تفطن مصالح الأمن، وقد تضرر أكثر من 16 منزلا أغلبها من الفيلات، التي انهارت أسقفها، وتسببت العملية في خسائر فادحة لأصحابها، كما أثارت العملية هستيريا من الخوف اجتاحت سكان المنطقة، حيث كان أغلب الضحايا من الجرحى في حالة نفسية حرجة، استدعت تخصيص فريق من الأطباء النفسانيين لإسعافهم. وذكرت الأنباء أن الإنتحاري تسرب عبر شارع ممنوع من الحركة، منذ أكثر من 06 أشهر، حيث استغل فتحة على مستوى بناية مهدمة منذ زلزال 21 ماي الذي ضرب ولاية بومدراس، من أجل الدخول باتجاه مقر الشرطة. وجاء توقيت انفجار العملية الإنتحارية مع الدقائق الأولى من الفجر، حيث كان آذان صلاة الفجر يرفع. وحسب شهادات متطابقة فإن السيارة انفجرت بعد إطلاق مكثف للنار من قبل أفراد الشرطة، حيث خلفت قوة الانفجار حفرة كبيرة بالأرض وتطايرت أشلاء الإنتحاري وكذا شظايا السيارة المفخخة. وأكد شهود عيان، أن الأمر يتعلق بسيارة من نوع "فورد فورڤو"، وهو ما أكدته مصادر أمنية، وفور وقوع العملية الإنتحارية سارعت مختلف أجهزة الأمن وقوات الجيش ووحدات الحماية المدنية الى موقع الجريمة، قبل نقلهم إلى المستشفيات، فيما تم نقل الضحايا المتواجدين في حالة خطيرة إلى المستشفى المركزي بالولاية، وجاء توقيت انفجار العملية بعد أربعة أيام من إلقاء القبض على جماعة إرهابية في غابة "تامساوت" حيث قتل إرهابيان وألقي القبض على آخر، هذا الأخير الذي اعترف بإمكانية تفجير مقر الشرطة القضائية بسيارة مفخخة. العملية الإنتحارية تزامنت والآذان الثاني لصلاة الفجر، حيث كان أغلب الشهود داخل المسجد، وأكد شاهد عيان "للشروق اليومي" صلى الفجر في المسجد أنهم كانوا يصلون الفجر قبل أن يسمعوا صوتا قويا للرصاص، قبل أن تنفجر السيارة المفخخة والتي أحدثت دوي انفجار هائل، اعتقد السكان في البداية بأنه أكثر هولا من زلزال 21 من ماي 2003 . وأشارت الشهادات إلى أن مسلك الإنتحاري كان محددا كونه اقتحم بسيارة مفخخة رواقا ممنوعا أمام الحركة منذ أكثر من 06 أشهر ومغلقة بعمودين من الإسمنت، ودخل الإنتحاري من زقاق جد ضيقة لتنفجر السيارة بعد دقائق، وهي زقاق ضمن بناية مهدمة منذ زلزال 21 من ماي، قبل أن تصل إلى مقر الشرطة القضائية، وأكدت شهادات سكان المنطقة ممن كانوا نياما، أنهم استيقظوا على صوت رصاص قوي قبل أن يتبع بالإنفجار ما يعني محاولة توقيف السيارة من قبل أفراد الشرطة، وتحدث شاهد عيان-وهو صاحب مخبزة- كان بالقرب من مكان الانفجار، أنه لم يسمع صوت شاحنة أو سيارة من الحجم الثقيل لكنه سمع الرصاص وفور خروجه للتأكد شهد الانفجار القوي للسيارة المفخخة. فضيلة. م / إدريس / ريم. ا