استفاد 200 موظف وعامل ببلدية تيزى راشد بولاية تيزى وزو من قفة رمضان والتي توجه عادة للفقراء، وهو ما خلف حالة استياء واستنكار في أوساط المواطنين الذين طلبوا بضرورة إعادة هؤلاء للقفف التي حصلوا عليها دون وجه حق كونهم ليسوا فقراء. وعلمت الشروق من مصادر محلية أن بلدية تيزى راشد والتي توصف بأغنى البلديات على المستوى الوطني قد خصصت 200 مليون سنتيم لشراء القفف الرمضانية لما يقارب 1183 عائلة معوزة والذين يتوزعون على 21 قرية في حين منحت مديرية النشاط الاجتماعي 200 قفة، لكن وباعتراف النائب الأول للمجلس الشعبي البلدي الذي اتصلت به الشروق للتقصي في الأمر، أكد أن جميع القفة وزعت على أصحابها عن طريق إعداد قوائم من طرف لجان القرى، وأكد أن العملية تم الإشراف عليها خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان الكريم، معترفا من جهة أخرى انه تم تخصيص ما يقارب 200 قفة للعمال ولجميع موظفي البلدية بمن فيهم رؤساء المصالح ونواب المجلس الشعبي البلدي، وأكد هذا الأخير صراحة أن معظم المستفيدين تحصلوا على قففهم والتي تحتوى على 25 كلغ من الدقيق من النوع الجيد و5 لترات من الزيت، القهوة، السكر والطماطم المصبرة، ولما حاولت الشروق استفسار النائب الأول بالمجلس عن سبب إدماج عمال وموظفي البلدية للاستفادة من قفف رمضان رغم أنهم موظفون ولديهم دخل شهري وليسوا بحاجة إليها أمام تواجد المئات من العائلات الفقيرة والتي حرمت من أدنى مساعدة، اكد هذا الأخير أن الجميع بحاجة إلى قفة وليس فقط المعوزين . للتذكير فإن هذه "المهزلة" الرمضانية التي حدثت ببلدية تيزى راشد والتي أصبحت حديث العام والخاص بالمنطقة خلفت حالة استنكار واستياء المواطنين الذين طلبوا والي تيزي وزو ضرورة التدخل وإرغام الموظفين المستفيدين من القفف على إرجاعها وتوزيعها لمستحقيها، خاصة العمال الذين تم تسريحهم من أماكن عملهم والذين لا يجدون قطعة خبز لإسكات جوعهم، وللفقراء الذين ما يزالون يتوافدون صباحا ومساء على مقر البلدية للحصول على القفة . للإشارة، فإن القفف الرمضانية التي استفاد منها الموظفون على وجه الخصوص تم تهريبها بطريقة سرية من مخزن البلدية ليلا، وهذا حتى لا يتفطن المواطنون للأمر، كما فضل البعض الآخر بيعها لأحد التجار بالمدينة.