بوتفليقة أمر بتخفيض الطلبية من 20 مليون إلى 5 ملايين لتفادي الكارثة امر أمس، جمال ولد عباس بإحراق مخزون 537 ألف جرعة من لقاحات أنفلونزا الخنازير التي تنتهي صلاحيتها في 31 أكتوبر القادم أي ما يعادل ماليا 20 مليار سنتيم في أول خطوة للتخلص من المخزون الهائل من اللقاحات المضادة لفيروس "ايتش 1أن1'' والمكدسة في مخازن الصيدلية المركزية ومعهد باستور منذ أكثر من سنة وتقارب كميتها الإجمالية الخمسة ملايين جرعة كلّفت الخزينة العمومية أكثر من 200 مليار سنتيم. ورفض الوزير جمال ولد عباس في لقائه أول أمس، مع ممثلي مخبر 'جي أس كا' البريطاني مموّن الجزائر بلقاحات 'أربارنيكس' المضادة لأنفلونزا الخنازير من فروعه بكندا العرض المقدم من قبل المخبر باستبدال جزء من اللقاحات المضادة لفيروس 'أيتش1أن1' المخزنة في الجزائر بلقاحات مضادة لسرطان عنق الرحم في ظل الجدل العالمي القائم حول نجاعته معربا عن تفضيل السلطات الجزائرية استبدال لقاحات أنفلونزا الخنازير باللقاحات الخاصة بالأطفال والرضع. وسيواجه مخزون 4.5 مليون جرعة من لقاحات أنفلونزا الخنازير المتبقي و المكدس في المخازن نفس مصير الحرق في حال لم تستجب إدارة مخبر 'جي أس كا' لطلب الجزائر باستبداله بكميات معتبرة من لقاحات الأطفال والرضع خاصة و أن فترة صلاحية المخزون المكدس من لقاحات 'الأربارنيكس' تنتهي قبل ال31 ديسمبر من السنة المقبلة حيث ستتكبد الخزينة العمومية خسارة مالية ثقيلة تتجاوز 200 مليار سنتيم ويشار إلى أن الخسارة كانت ستكون أكبر لولا تدخل رئيس الجمهورية مطلع السنة الجارية وأمره بإيقاف عملية استيراد طلبية 20 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لأنفلونزا الخنازير بغلاف مالي يتجاوز 800 مليار سنتيم وأمر بتخفيض طلبية الجزائر من لقاحات 'أربارنيكس' بشكل استعجالي إلى 5 ملايين جرعة. وباشر ولد عباس إجراءات تسيير ملف المخزون الهائل من اللقاحات المضادة لأنفلونزا الخنازير مباشرة بعد استلامه الحقيبة الوزارية للقطاع منتصف السنة الجارية بتنصيب لجنة تحقيق وزارية أعدت تقرير مفصلا عن مخازن الصيدلية المركزية ومعهد باستور ومخزون الجزائر من اللقاحات المكدسة التي أوشكت على انقضاء صلاحيتها حيث رفع التقرير إلى كل من الوزير الأول ورئيس الجمهورية الذي أعطى الضوء الأخضر للرجل الأول في القطاع في جلسة الاستماع المخصصة لتقييم قطاع الصحة خلال شهر رمضان المنقضي باتخاذ الإجراءات اللازمة للتخلص من المخزون المكدس من لقاحات أنفلونزا الخنازير بأقل الخسائر الممكنة. وذكر رئيس عمادة الأطباء الجزائريين الدكتور بقاط بركاني أن نية استيراد لقاح 'أربارنيكس' نية حسنة إلا أن سوء التنظيم وتسيير الملف من قبل السلطات الصحية للبلاد والرضوخ لضغوط المخابر والوقوع في فخها التجاري والربحي وتقديم طلبيات استيراد هائلة للقاحات مجهولة كبّد الجزائر كل هذه الخسائر مشيرا إلى أن المسؤولين الذين سيّروا ملف أزمة أنفلونزا الخنازير احتكروا القرارات المصيرية والحساسة ورفضوا استشارة الخبراء رغم تحذيراتنا المتكررة آملا أن تكون هذه التجربة التي كبدت الجزائر خسائر هائلة درسا للجميع في تسيير الملفات الصحية الثقيلة وعدم تكرار سيناريو تسيير أزمة أنفلونزا الخنازير.