تسببت حالة الارتباك والفوضى التي طبعت عملية النقل عبر الخطوط الجوية الجزائرية هذه الأيام؛ في احتجاز 197 مسافرا كانوا يهمون بالإقلاع على من مطار السانية عبر الرحلة الرابطة بين وهران ومدينة ليون الفرنسية، بينهم شيوخا ونساء أصيبوا بإغماءات بعدما نال منهم التعب جراء مكوثهم 12 ساعة كاملة ينتظرون قدوم الطائرة التي تقلهم إلى هذه المدينة. دفع الأسبوع الماضي 197 مسافرا اختاروا الخطوط الجوية الجزائرية لبلوغ مدينة ليون عبر مطار السانية في وهران الثمن غاليا؛ حيث لم يتخيلوا أن يمكثوا 12 ساعة كاملة بالمطار ينتظرون الطائرة، التي كان مقررا أن تقلع في حدود الساعة الثالثة مساءا، ولأن الفوضى التي طبعت تنظيم الرحلات هي التي باتت تتحكم في تحديد مواعيد الإقلاع، فإن المسافرين انتظروا من الساعة الثالثة زوالا وإلى غاية الثانية صباحا من اليوم الموالي، كي يلتحقوا بالطائرة، -أي مدة التأخر وصلت إلى 12 ساعة كاملة- وهي الممارسات التي أفقدت المسافرين أعصابهم، فقد سادت حالة من الاستياء والغليان بينهم، في حين وصف بعضهم، ساعات الانتظار بالعذاب خاصة أولئك الشيوخ والنساء الذين يعانون من أمراض وتعرضوا إلى مضاعفات صحية خطيرة أغمي عليهم جراءها. المعاناة امتدت أيضا إلى تلك العائلات التي اصطحبت معها رضعا، نالوا هم أيضا نصيبهم من الاحتجاز، في حين اضطر البعض إلى افتراش الأرض للخلود إلى النوم أملا في وصلا الطائرة التي تقلهم إلى الوجهة التي يرغبون بلوغها، وما زاد من تذمر المسافرين الغاضبين، هو نقص الخدمات بمطار السانية الدولي، الذي لا يتوفر على محلات ومرافق في المستوى كتلك التي يجدونها في المطارات الأوربية. تأخر الرحلات لم يقتصر فقط على المطارات الوطنية، بل امتد إلى أوربا، ليتكرر سيناريو مطار السانية مجددا بمدينة أليكانت الإسبانية، عندما تأخرت نهاية الأسبوع الماضي طائرة الخطوط الجوية الجزائرية في نقل المسافرين القادمين منها إلى وهران، وهو ما أثار موجة من السخط والاستياء بينهم، بعدما قضوا ساعات في انتظارها، وإلى ذلك فإنه حتى الرحلات الداخلية المنطلقة من مطار السانية وفي مقدمتها تلك المبرمجة نحو الجزائر العاصمة، طالتها فوضى المواعيد.