أكدت مشيخة الأزهر على أن هناك اتجاها داخل هذه الأخيرة لاتخاذ إجراءات حاسمة ضد قناة "ميلودي دراما" لعرضها المسلسل الإيراني "يوسف الصديق"، نظرا لمخالفته رأي مجمع البحوث الإسلامية بحرمة تجسيد الأنبياء بالأعمال الفنية. * وفي تعليقه على هذا المسلسل أفتى الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف المصرية، بتحريم مشاهدة مسلسل "يوسف الصديق" لتجسيد حياة أحد أنبياء الله، معتبرا أن من يخالف ذلك ويشاهد العمل يعصي الله ورسوله. وقال: "كل مسلم يشاهد هذا العمل فهو يرتكب معصية"، وطالب كل المسلمين بمقاطعة المسلسل وعدم مشاهدته لأنه لم يراع حرمة الأنبياء بتجسيد شخصية النبي يوسف على الشاشة. * وأضاف عبد الجليل: "هناك إجماع من علماء الدين على عدم جواز تجسيد الملائكة والأنبياء بأي حال من الأحوال في أي عمل درامي أو فني. وانطلاقا من هذا المبدأ فلا يجوز متابعة مسلسل "يوسف الصديق" أو غيره من الأعمال التي تجسد أحد الأنبياء. * وقللّ وكيل وزارة الأوقاف من أهمية حصول صناع المسلسل على فتاوى من مرجعيات شيعية تبيح تجسيد الأنبياء، وقال: "لا يعني أبدا إذا ارتكب مسلم معصية أن نسامحه لأنه مسلم، وما حدث هو ارتكاب معصية في نظرنا نحن أهل السنة، ولا يعفى العمل كونه صادرا عن إيران صاحبة المذهب الشيعي المختلف عن مذهبنا، وليس كل ما هو صادر عن المرجعية الشيعية يتفق بالضرورة مع مرجعيتنا السنية". * ورفض عبد الجليل الربط بين تلك الفتوى وعرض المسلسل على فضائية مصرية، موضحا أنه من الواجب على أي وسيلة إعلامية أن تراجع المؤسسات الدينية إذا كانت تنوي التصدي لعرض هذه النوعية من الأعمال حتى ترفع الحرج عنها. * وأوضح المتحدث بأنه لم يتعرض للقناة في فتواه "بل وجهتها بالأساس للمشاهد فهناك قنوات كثيرة تدعوا للمذهب الشيعي، ولم أتعرض لها، فمن حق أصحابها أن يدعوا لمذهبهم وأنا لا أصادر على حقهم، ولكن واجب عليّ كرجل سني أن أحذر المسلمين من مشاهدة هذه النوعية من الأعمال الدرامية". وتابع قائلا: "الخوف أن يتأثر بها أبناءنا الصغار والشباب الذين لا يزالون في مرحلة تكوين خبراتهم الحياتية بأن يترسخ في أذهانهم جواز هذه الأعمال التي يتجسد فيها الأنبياء من متابعتهم لها على الشاشة بشكل طبيعي ومتاح، فلا أحد ينكر أبدا حقيقة تأثير العمل الفني على شريحة كبيرة من المشاهدين وعلى كل حال، الأمر في يد المشاهد فهو وحده القادر على أن يتخذ قراره وفقا لرؤيته الخاصة إما بمتابعة العمل أو الابتعاد عنه". * ورفض وكيل وزارة الأوقاف اتهام علماء الدين بالوقوف ضد الإبداع الفني، وقال: "لسنا ضد الإبداع بل بالعكس تماما فنحن مأمورون بالإبداع في كل نواحي الحياة، ولكن بما يتفق مع الإطار الشرعي لديننا الإسلامي ونحن نطالب باحترام أنبياءنا، وعدم تجسيدهم على الشاشة، وهذه مسألة خاصة جدا بالسنة، بدليل أننا لم نعترض على مسلسل "الرسالة" الذي يتعرض للصحابة ولرسول الله محمد، صلى الله عليه وسلم، لأن العمل احترم نبينا محمد واستعان بمن يحكي عنه". * وعن ارتباط هذه الفتوى بمسلسل "يوسف الصديق"، رغم أن القناة ذاتها عرضت العام الماضي مسلسل "مريم العذراء"، قال:"الفتوى صدرت لأن هناك من بادر بالسؤال والبحث عنها وفى كل الأحوال، نحن جميعا نرفض كل الأعمال التي تجسد الأنبياء جميعهم، بمن فيه المسيح وأمه بالطبع السيدة مريم.. فنحن نتعامل مع الأنبياء جميعهم كنبي واحد، ولا يجوز أن نطبقه على سيدنا محمد، وبالتالي لا يجوز أبدا أن نطبقه على نبي غيره".