شهدت أول أمس حظيرة الشريعة بالبليدة نشوب حريق مهول تسبب في إتلاف أكثر من 30 هكتارا من الثروة الغابية، وذلك في حدود الساعة السادسة بعد الزوال بالضبط عند المنطقة المسماة "بني علي" منها 20 هكتارا من الأحراش والأدغال الغابية، وما يفوق 10 هكتارات من أشجار البلوط الفليني والبلوط الأخضر... وهي أشجار حديثة تم غرسها مؤخرا في إطار توسيع المساحة الغابية بالمنطقة. ومما زاد من الوضع تفاقما هو هبوب بعض الرياح التي أدت إلى انتشار ألسنة النيران إلى المناطق المجاورة التي تتسم بدورها بالإخضرار وكثرة الأحراش والحشائش، بحيث مكنت الحريق من التوسع إلى مناطق إضافية، وخاصة عند حدود المناطق الغنية بأشجار الأرز، صعبت من مهام عناصر الحماية المدنية التابعة للولاية التي استعانت بكافة التجهيزات والإمكانات المادية المتوفرة لديها أضيفت إلى إمدادات قدمتها لها مصالح بلديتي البليدة وأولاد يعيش، ودعت في نفس الوقت وحدات الولايات المجاورة من أجل تقديم يد المساعدة لها منها الرتل المتنقل لولاية المدية والعاصمة، وهذا بسبب حجم الكارثة المسجلة، أين استدعت تدخل وحدات من الجيش الوطني الشعبي أيضا مع تجنيد حوالي 20 عونا من أفراد حراس الغابات التابعين لمحافظة الغابات للولاية التي ساهمت بدورها بثلاث فرق متنقلة و50 عاملا موسميا تابعين لحظيرة الشريعة السياحية، غير أن كل هذا لم يمنع من امتداد النيران وتواصل اشتعالها إلى غاية يوم أمس الأربعاء، متسببة في موجة حر شديدة بلغت 41 درجة فوق الصفر، وخاصة أنها مست أطرافا من مساحات تابعة لبلدية أولاد يعيش وبعض البلديات المحاذية لها، ولم يتمكن أفراد الحماية المدنية المدعمة بباقي العناصر المذكورة من التحكم فيها، إلا في ساعة متأخرة من يوم أمس، وذلك بعد أن قامت المديرية الولائية بتخصيص فرق متنقلة بالمنطقة منعا لحدوث كارثة حقيقية تمكنت من خلالها من إخماده نهائيا.