عاشت نهار أمس، من الساعة الرابعة صباحا إلى الخامسة والنصف، مصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن رشد الجامعي بعنابة، أحداثا دامية وغريبة وسابقة وفريدة من نوعها على الإطلاق... خلفت إصابة أفرادا من الطاقم الطبي المناوب بالمصلحة بجروح متفاوتة الخطورة، وتسببت في إحداث حالات فزع وذعر ورعب في أوساط المرضى والعاملين بالمؤسسة، وأعلنت إدارة المؤسسة طوارئ قصوى، لتتدخل مصالح الأمن قصد تطويق المكان، الذي حوّلته مجموعتي أشرار إلى حلبة صراع استعملت فيها جميع الأشياء الممنوعة والمحظورة، بما فيها السيّوف والخناجر والزجاجات الحارقة، وأسفرت هذه الأحداث الدامية عن إصابة 10 أشخاص بجروح خطيرة، نتيجة شجار عنيف بدأت شرارته الأولى بملهى ليلي، بمنطقة رأس الحمراء الساحلية بعنابة، إثر شجار دار بين مجموعتين في حالة سكر تام، أسفر عن إصابة أحدهم بطعنة خنجر غائرة، ليتم تحويله فور ذلك إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن رشد، إلا أن أفراد المجموعة الثانية قاموا بملاحقتهم على متن سيارات فرود، حاملين سيوفا وخناجر، وفور وصولهم إلى المستشفى اقتحموا البوابة الرئيسية، وراحوا يعتدون على كل من يصادفهم في طريقهم، ولم ينج منهم حتى المرضى والمصابين الذين كانوا قي قاعة الانتظار بالمصلحة، وواصلوا عملهم الإجرامي إلى مكاتب الأطباء والممرضين، مما أحدث رعبا في المصلحة، وذكر شهود عيان، بأن العاملين فروا في اتجاهات مختلفة، خوفا من بطش أفراد المجموعة الذين تسببوا في إلحاق خسائر مادية فادحة بعتاد المؤسسة، وقاموا بملاحقة خصومهم نحو مصالح طبية أخرى، قبل أن تتدخل مصالح الأمن بولاية عنابة، التي قامت بتطويق المكان ومحاصرته، قصد توقيف المعنيين، الذّين ضبط بعضهم في حين فرّ البقية نحو وجهة مجهولة، يجري التحري والتحقيق بشأنها، وبشأن المشاركين في أعمال الشغب وأحداث العنف هذه، التي صارت حدثا يوميا بمدينة عنابة، يتطلب إستراتيجية أمنية خاصة جدا، لمواجهة حرب العصابات هذه، لأنها أصبحت تستهدف حتى أفراد الأمن في حد ذاتهم، بعد الهجوم الكاسح لمجموعة أشرار عشية عيد الفطر على قوات الأمن بالمدينة القديمة لابلاس دارم، وإصابة 11 منهم بجروح خطيرة، وبعدها بحي الفخارين، وقبلها بحي بوخضرة، ومنذ أسبوعين عملية تصدي لمصالح الدرك ببرمة الغاز أثناء عملية توقيف مروج مخدرات، ومنذ أسبوع هجوم وأعمال عنف بمقر وحدة الجوية الجزائرية بقلب المدينة، مما يستدعي تدخلا عاجلا لوقف مثل هذه الأحداث وملاحقة المتسببين فيها، الذين تسببوا في خلق الرعب وبث الفزع في نفوس العنابيين.