استنكر عدد من علماء الأزهر طلب الكاتب محمد حسنين هيكل الذي تقدم به لمحافظ 6 اكتوبر لإصدار قرار إداري يسمح له ببناء مقبرة خاصة بمزرعته. ففي البداية، قالت الدكتورة آمنة نصير عميدة كلية الدراسات الاسلامية سابقا بجامعة الأزهر انها شعرت بقشعريرة عندما قرأت خبر طلب هيكل بناء مقبرة خاصة، وأصابها احساس فظيع بالرهبة من النفس البشرية التي ترفض التواضع والانكسار لله في اللحظات الأخيرة، لأن طلب هيكل فيه استكبار واستعلاء على الفقراء والموت.. وأكدت نصير أن المقابر الخاصة مرفوضة رفضا باتا، لأنها تجسد حالة من الاستعظام على الممات خصوصا ان جميع البشر ذاهبون في نهاية المطاف الى حفرة بسيطة. واتفق معها الشيخ فوزي الزفزاف، وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الاسلامية قائلا "بناء المقابر في الأراضي الزراعية يؤدي الى تحويلها الي مقابر متناثرة مما يؤدي الى فساد التربه ونشر الأوبئة ولذلك سد الباب أفضل". وأكد الدكتور عبد الفتاح إدريس، رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر: "ان طلب هيكل مرفوض شرعا لما يترتب عليه من مفاسد بيئية وصحية ويعكس فكرة استعلاء الأغنياء على الفقراء حتى في الموت". واشار إدريس الى أن هيكل أراد ان يكون متميزا في الآخرة، كما كان متميزا في الدنيا بسبب مخالطته للرؤساء والزعماء مما يعتبر رفاهية مرفوضة. واضاف ان المقبرة الخاصة في المزرعة تعمل على إذهاب الرهبة والهيبة من الموت في نفوس أصحابها من تكرار مشاهدتها بعكس المقابر الجماعية.