عاد المخزن المغربي إلى إطلاق النار تجاه أهداف لا علاقة لها إطلاقا بالقضية الأم التي تلاحقه بشأنها القوانين الدولية ومواثيق هيئة الأمم ولجان مجلس الأمن الدولي، وفي محاولة يائسة من مملكة "أمير المؤمنين" الذي يظلم شعب الصحراء الغربية، يعمل المخزن على تحويل أنظار الرأي العام الدولي، عن المفاوضات المرتقبة مع جبهة البوليزاريو، بإتجاه "مؤامرة" مفضوحة يخيطها المخزن بفبركة "أفلام سينمائية" مع الجزائر، وهدفه إلهاء المتابعين بصناعة إتهامات كاذبة وسيناريوهات خيالية. * إقتراب موعد الحسم والفصل خلال المفاوضات الجديدة المنتظرة بين المغرب والبوليزاريو، حرّض المخزن على إنتاج أكاذيب ودعايات في حق الجزائر، التي مازالت تصرّ على أن طرفي نزاع الصحراء الغربية، هما المغرب وجبهة البوليزاريو، لكن المخزن يتورّط عشية كل مفاوضات في إقحام الجزائر لأهداف أصبحت مكشوفة وبلا نتائج. * * ومن بين المغالطات والإفتراءات المغربية، زعم الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، إن جبهة البوليزاريو "تراجعت عن إعلانها الإفراج عن مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، مفتش عام شرطة البوليزاريو، وقالت أنه تحت الحراسة"(..)، وقال الفاسي الفهري إن "تلاعبات ومناورات جبهة البوليزاريو لا يمكن أن تسقط عن الجزائر مسؤوليتها القانونية والمعنوية المطلقة حيال اختطاف ولد سيدي مولود"! * * هذه الأغنية المشروخة التي تصدرها أصوات المخزن، تأتي بالرغم من أن "المفتش الخائن" تم إطلاق سراحه من طرف جبهة البوليزاريو بتاريخ 6 أكتوبر الماضي، لكن مع ذلك، فإن الترسانة الإعلامية المغربية، مازالت تغني زاعمة بأن المُفرج عنه مازال محتجزا أو مسجونا في مكان ما بالجزائر! * * ومع أن لا علاقة للجزائر بتوقيف المدعو مصطفى سلمى، ولا بالإفراج عنه، إلاّ أن المخزن يصرّ على نشر المغالطات والإساءات المرفوضة وغير المبرّرة في حق الجزائر، حيث تشنّ أجهزة البلاط حملة متكالبة، حتى بعد الإفراج عن الموقوف من طرف البوليزاريو التي أفرجت عنه في وقت سابق. * * وفي سياق هذه الحركة السينمائية المغربية، لجأت منظمات حقوقية مغربية بإيعاز من المخزن، يوم 10 أكتوبر المنصرم، إلى تنظيم إحتجاج أمام السفارة الجزائرية بمدريد، لمطالبة السلطات الجزائرية بما تسمّيه "ضمان أمن وسلامة مصطفى سلمى ورفع العراقيل المفروضة على اللاجئين بمخيّمات تندوف"(..)!. * * ومثل هذه الحملة المغرضة، المبرمجة والمفبركة، لتضليل وتغليط الرأي العام الدوّلي، والسعي إلى "تدويل" مسخرة المخزن، تكشف بأن هذا الأخير، مازال يُقحم الجزائر في قضية يجب أن يحلّها مع جبهة البوليزاريو والحكومة الصحراوية وشعب الصحراء الغربية، المطالبين بالحرية وإستفتاء تقرير المصير والقضاء على آخر المستعمرات في المنطقة. * * لكن، المخزن المغربي، يُحاول يائسا تمييع القضية، والتهرّب من تحمّل مسؤولياته، طمعا منه في تعطيل الجولة الجديدة من مسار المفاوضات، أو على الأقل التشويش عليها وتخريب ملامحها، خاصة مع المبعوث الجديد للأمم المتحدة، كريستوفر، الذي "نقل الرعب" إلى المغرب، نتيجة نظرته المنصفة والواقعية لقضية الإستعمار في الصحراء الغربية. * * المخطط المغربي الإستعراضي، وصل أيضا إلى حدّ إرسال صحفي يسمى "بدر الدين محمد البشير"، في مهمة مستحيلة إلى الجزائر من طرف مخابرات المخزن، مكلّف فيها بعقد لقاءات مع أحزاب سياسية ومنظمات حقوقية، هدفها البحث عن "القمل في راس الفرطاس". * * هذا الصحفي الذي دخل الجزائر وغادرها سالما معافى وبدون إزعاج، زعمت "الأجهزة" الإعلامية المخزنية، بتاريخ 12 أكتوبر الماضي، أنه تعرّض للتوقيف يوم التاسع من نفس الشهر بالعاصمة، وأنه تعرّض لجميع أشكال "التعذيب النفسي والجسدي لمدة 6 ساعات قبل إخلاء سبيله"، موازاة مع "حملة تضامنية" مصطنعة بالأراضي المغربية، للمطالبة بإطلاق سراح المدعو مصطفى سلمى، بقيادة تنظيم المدعو محمد طارق سباعي!. * * هذه بعض "المضاحك" والسفن المخرومة التي يركبها المخزن للتنصّل من قضية دولية، وحرمان شعب من إستقلاله، وها هو وزير خارجة المغرب، الفاسي الفهري، يتحدث بمجلس النواب، حول جديد قضية ولد سيدي مولود، فيغرّد: "إن الحكومة المغربية على اقتناع كامل بأن هذا الوضع الشاذ في مخيمات تندوف يرتبط في العمق بتقاعس الجزائر، كبلد مضيف لسكان مخيمات تندوف، عن تمكين المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من عملية إحصائهم وتسجيلهم وتفعيل برنامج المقابلات الفردية إعمالا لواجباتها وصلاحياتها(..)!. * * وزعم الفهري أنه ومنذ تردد أخبار حول إستئناف المسلسل التفاوضي "فإن الأطراف الأخرى دخلت في تهييج وتصعيد عدواني يعكس مدى الاضطراب المحموم للخصوم وحالة غير مسبوقة من الارتباك في مواقفهم"، ويبدو أن الفهري تعرّض لضربة شمس عنيفة، عندما ادعى أن ولد سيدي مولود، "يعدّ نموذجا لجيل كامل من أولئك الضحايا الذين تلقوا تنشئتهم في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري في بيئة موشومة بكل أشكال الإستبداد واليأس"(..)، أفلا يتشجّع الوزير ويتحدث عن جرائم المخزن بالأراضي الصحراوية المحتلة؟.