قال السفير الصحراوي بالجزائر إبراهيم غالي،أمس، إن المملكة المغربية مدمنة على تضليل الرأي العام المغربي والدولي من خلال إصرارها على الزج بالجزائر في النزاع الصحراوي، وأضاف أن ادعاءها لم يعد ينطلي على أحد باعتبار أن منظمة الأممالمتحدة جدولت القضية ضمن قضايا تصفية الاستعمار وحصرت الصراع بين طرفين لا ثالث لهما. أكد السفير الصحراوي بالجزائر ل"صوت الأحرار" أن مزاعم المملكة المغربية التي تدعي وقوف الجزائر حجر عثرة في تسوية النزاع الصحراوي ليس بجديدة واستعملها نظام المخزن أكثر من اللازم، وأضاف أن تصريحات المغرب تفتقد للحجة وللشرعية لكونه يحتل شعبا تعترف القرارات الدولية بحقه في تقرير مصيره، مذكرا بمسار نضاله منذ الاحتلال الاسباني هذا الأخير الذي رضخ في نهاية الأمر حسبه إلى الاعتراف بسيادة الشعب الصحراوي على أرضه وصولا إلى الاحتلال المغربي،حيث قال إن "الصحراويين طعنوا بخنجر من الظهر من طرف المملكة المغربية في وقت كانوا يستعدون فيه من الاستقلال من قيود اسبانيا". في هذا السياق،أشار إبراهيم غالي إلى أن المغرب ظل يتهم الجزائر بعرقلة تسوية النزاع حول الصحراء الغربية لتبرير احتلاله للأراضي الصحراوية، وأضاف أن السلطات المغربية تمادت كثيرا ومازالت تسعى إلى ايهام وتوجيه أنظار رأيها العام إلى الجزائر وإظهارها بمظهر العدو الذي يعيق بناء وحدة المملكة المغربية. وأوضح السفير الصحراوي بالجزائر أن ادعاءات المغرب لم تعد تنطلي على أحد بحكم أن منظمة الأممالمتحدة الراعية للأمن والسلام العالميين تعترف بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وقامت بجدولة قضيته ضمن قضايا الاستعمار من جهة، إضافة إلى أن دعوة مجلس الأمن إلى مفاوضات مباشرة كانت صريحة وحصرتها بين طرفي النزاع فقط ولن تقم بتسمية طرف آخر غير المغرب والبوليساريو، معتبرا محاولة المملكة المغربية لتمييع حقيقة القضية محاولة يائسة. وبخصوص السياسة التي ينتهجها المغرب تجاه جيرانه، أكد غالي أن التاريخ يشهد أن المملكة المغربية برهنت أكثر من مرة على إيذاء دول الجوار واستشهد بحرب الرمال التي شنها المغرب على الجزائر مباشرة بعد خروجها من حرب تحريرية كلفتها خسائر كبيرة،ولم يتوقف السفير الصحراوي عندما تساءل عن الجار الذي سلم من المملكة. وحول القراءة للتوصية التي أقرها مجلس الأمن نهاية الشهر الفارط والتي قدمها المغرب لصالحه، اعتبر السفير الصحراوي بالجزائر أن هناك خللا في الرؤية المغربية،وأضاف أن المملكة المغربية عاجزة على الاعتراف بالحقيقة وظل يمارس تدليسا على الرأي العام المغربي والدولي منذ أكثر من 32 سنة، مشيرا إلى أن المغاربة تعودوا التحدث بهذه اللغة القائمة على التضليل وتشويه الحقائق. وفي سياق منفصل، اعتبر إبراهيم غالي ميلاد المجموعة البرلمانية الإفريقية للأخوة والصداقة بمثابة دعما آخر لكفاح الشعب الصحراوي وصوتا ذو بعد شعبي من إفريقيا لمساندة الصحراويين في تقرير مصيرهم يضاف إلى الموقف الرسمي الإفريقي، مشيرا إلى أن البرلمانات والمجتمعات المدنية الإفريقية ستعكف على التعريف بالقضية الصحراوية في كل المحافل الإقليمية والدولية.