الفضائيات المغلقة فتحت وكالات بيع خلطات ومراهم في الجزائر لم يمر أكثر من أسبوع عن توقيف 12 قناة وإنذار عشرين فضائية أخرى من طرف شركة النايل سات حتى تغيرت صورة القنوات المنذرة من النقيض إلى النقيض، خاصة أن القنوات التي تم توقيفها في 19 أكتوبر الحالي كانت قد تلقت جميعا إنذارات من أجل التوقف عن صبّ الزيت على النار لإشعال الفتن بين المذاهب أو إنذارات مبطنة لأجل التوقف عن انتقاد السلطة في مصر، كما أشار إلى ذلك صفوت حجازي في حواره الصادر أمس مع الشروق اليومي أو التوقف عن بث الصور الإباحية والإشهار للدجل.. والمشاهد هذه الأيام للفضائيات التي تبث برامجها عبر النايل سات والتي تم إنذارها بالخصوص يلاحظ تغيّر لونها ورائحتها حيث صارت قناة "الحقيقة" لصاحبها الهاشمي تقدم الأشرطة التعليمية والإشهار للعطور الخليجية بعد أن كانت تتحدث فقط عن الفتوحات الطبية التي قام بها الدكتور الهاشمي الذي كان يزعم بأن الخلطة التي يشهر لها تداوي كل الأمراض المستعصية والخطيرة مثل السرطان والسيدا.. وكانت القناة تقدم الرقية على المباشر بصفة دائمة على لسان صاحب القناة الذي يسمي نفسه الدكتور وتصور تكريم الهاشمي في دول أوروبية وتقدم نماذج لمرضى مساكين من المغرب ولبنان يقولون إنهم زاروا كل بقاع العالم وكبريات المصحات العالمية ولم ينعموا بالشفاء لكن بمجرد أن تعاطى هذا المريض المزعوم الخلطة السحرية حتى عرف الشفاء التام وهي المزاعم التي وصلت إلى الجزائر وأضرت بالكثير من المرضى الذين صدقوا مختلف أنواع الدجل ولقي بعضهم حتفه، وأدى ذلك بوزارة الفلاحة في الجزائر على التدخل بمنع دخول هذه الأعشاب والخلطات غير الصحية عبر المطارات والموانئ والحدود الشرقية، كما قامت وزارات صحة عربية بالتبرئ العلني من دجل الهاشمي الذي كان يتكلم باسم الأمراء والسلاطين ويزعم بأن زعماء عربا كبارا يتعاطون خلطاته ويزورون مركزه "الصحي" ولكنه بعد الإنذار الذي بلغ قناته من النايل سات تحوّل إلى التعليم والأشرطة الوثائقية والإشهار للعطور فقط.. أما القنوات الخليجية المنذرة فوجدت سبيلا سهلا للنجاة من الغلق بتقديم صور للملوك والأمراء وتتبع خرجاتهم ومشاريعهم، وهو ما سيجعل النايل سات غير قادرة بالتأكيد عن غلق قنوات كانت تقول إنها تدعو للتي هي أحسن مثل "المجد" وهي الآن تشهر للأمراء وللملوك.. أما قنوات "الذهبية" و"القيتارة" و"الإمارة" و"مرسال" فنزعت الثوب الذي عرفت به، ومشاهدها الآن يظن أنه يتابع قنوات أخرى، إذ تقدم أشرطة قديمة جدا، كما نسف التحذير كل الأشرطة التي كانت تشهر لمختلف المراهم وما يسمى بالأدوية الخاصة بالجلد والجنس والجمال والشعر وغيرها، وهي الشركات التجارية التي تمكنت من فتح فروع لها في مختلف الدول العربية بالخصوص بما فيها الجزائر والتي تبيع باسم وكيل معتمد؟ ودواء معترفا به؟ وغيرها من المتاجر الموجودة في كل المدن الجزائرية وبالخصوص في الجزائر العاصمة، وكان ميناء عنابة خلال الأشهر الأخيرة قد حجز 2000 طن من مواد تجميل كان مصدرها بلاد الشام طلبها متعاملون ووكالات من شركات وهمية كانت تروّج سمومها عبر الفضائيات العربية مثل "القيتارة" وآيات تزعم بإرجاع الشيوخ شبابا وتجميل النساء وإعادة العذرية والقوة الجنسية للنساء وللرجال، كما تم حجز خلطات في منطقة خنشلة قيل إنها استقدمت من الهاشمي صاحب قناة "الحقيقة" وبيعت بمبلغ 10 ملايين لمرضى السرطان اليائسين من إمكانية الشفاء.