تخلصت عنابة بصفة نهائية من الإقامات المختلطة وشبه المختلطة التي أحدثت في السنوات الأخيرة الكثير من المشاكل، خاصة في إقامة سيدي عاشور، حيث كان تسلل الذكور إلى غرف الطالبات يحدث كثيرا ويسبب مشاكل أخلاقية واجتماعية، إلى درجة أن بعض الأولياء قاموا بتحويل بناتهم إلى مدن جامعية أخرى، فأخذت جامعة عنابة صفة بائسة أخلاقيا بين الجامعات وزادها ازدحام الغرف بأسا في السنوات الماضية، وأكدّ المدير الولائي للخدمات الجامعية، عنابة وسط، على حرص مصالحه، لتلبيّة كامل انشغالات الطلبة والطالبات المقيمين بثمانية أحياء جامعية تابعة لقطاعه، وفي سياق حديثه عن القطاع والمشاريع المسجلة مستقبلا والتي هي في طور الانجاز، قال السيّد ماضي عبد العزيز، بأن مجمل هذه المشاريع ستمكننا من تحقيق هدف يجعل من عنابة ولاية نموذجية في مجال الخدمات الجامعية، ويتعلق الأمر بتقليص عدد الطلبة في الغرفة الواحدة إلى اثنين لا ثالث لهما، معتبرا ذلك من الأهداف المسطرّة لدى الوزارة الوصية والديوان الوطني للخدمات الجامعية، قصد تمكين الطالب والطالبة من سبل الراحة، وإعطائه جوا لائقا لمزاولة دراسته في أوضاع مريحة. وضمن نفس الهدف، تسعى المديرية الولائية إلى تجهيزات رفيعة المستوى بغرف الطلبة والطالبات، وبالرغم من اعتراف المدير الولائي بوجود جملة من النقائص، بسبب تأخر تسليم مشروع الإقامات الثلاث بكل من سيدي عاشور والقطب الجامعي البونّي، والتي من شأنها القضاء على جميع أشكال الاكتظاظ بالأحياء الجامعية، ويسمح لنا بتحقيق مسعى طالبين في الغرفة الواحدة، وبلغة الأرقام، تحصي مديرية الخدمات الجامعية عنابة وسط، 9152 طالب وطالبة، منهم 5569 إناث، و3556 ذكور، يتوزعون عبر8 إقامات، و10 مطاعم جامعية، توفر لهم 99 حافلة النقل من والى الكليات والمعاهد، ويسهر عليهم 1737 عامل وعاملة، ومن بين المقيمين 435 طالب أجنبي، وسعيا من الجهات المسؤولة، للقضاء على أزمة النقل واختلالها في بعض الأحيان بالنسبة للطلبة، تم الاتفاق هذا العام مع مديرية الخدمات الجامعية سيدي عمار، التي تولت هذه الأخيرة عملية النقل شبه الحضري لجميع الطلبة المتمدرسين بجامعة عنابة، في حين تولت نظيرتها بعنابة وسط، مهمة النقل الحضري داخل المدينة بالنسبة لجميع الطلبة، وفي هذا الإطار تم ترشيد المال العام بنسبة كبيرة، من خلال التخلي عن عدة صفقات في مجال النقل، وتوفير نحو 8 ملايير سنتيم للخزينة، يتم استغلالها في مجالات أخرى تعود بالفائدة على الطالب والجامعة، وفي سياق تجسيد عملية تخصيص الاقامات، أي إيواء الطلبة بجوار كلياتهم، التي تسعى لها المديرية، بعد استلام المشاريع المسجلة، سيمكن ذلك من حلحلة ظاهرة ضغط النقل الجامعي بصفة شبه تامة، هذا وتدعم القطاع بعنابة وسط، بمدرستين تحضيريتين، هما مدرسة علوم التكنولوجيا والتسيير بالصفصاف، ومدرسة الاقتصاد والتسيير ببيار وماري كوري، وفي هذا الإطار وتنفيذا لتعليمات الوزارة فيما يخص هذه الهياكل الجديدة، فقد تم تدعيمها بتجهيزات خاصة على المستويين البيداغوجي والاجتماعي، كما حرصت المديرية هذا العام، على توزيع رواتب العمال قبل الأوان، وتحيينها بموجب الاتفاقية الثلاثية الأخيرة التي تضمنت زيادات في المنح والعلاوات، كما سارعت ذات المصلحة إلى صب منح الطلبة التي عرفت زيادات أقرها رئيس الجمهورية موازاة مع الدخول الجامعي، الحالي، لتمكين الطلبة من استغلالها في حاجياتهم المطلوبة للموسم الجديد، وتعهد المدير الولائي بوضع مصلحة الطالب والعامل لديه ضمن أولى الأولويات، وهي أمنية يرجوجميع الطلبة والطالبات أن تتحقق وتدوم.