يشهد مركز الضمان الاجتماعي لبلدية القبة فوضى عارمة بمصلحة الدفع المسبق من أجل تسليم دفاتر الضمان الاجتماعي، وهذا منذ البدء في التعامل بنظام دفتر الضمان للمعوق عوضا لبطاقة الضمان السابقة، حيث تم تسجيل حوالي 75 ألف مؤمّن بالمركز على مستوى بلدية القبة يشرف على فحصهم قبل إعداد الدفتر طبيب واحد، وهو ما حال دون السير الحسن للعملية على مستوى المركز، وأثار استياء العشرات من المواطنين الذين يتوافدون على المركز يوميا. سليمة حمادي حالة الغضب والاستنفار عايشناها عن قرب أول أمس بالمركز، حيث شكلت طوابير المواطنين اختناقا كبيرا في كل من قاعة مصلحة الدفع المسبق ومصلحة الفحص الطبي، وأغلب هؤلاء يعانون من الأمراض المزمنة. أحد المواطنين وبعد ساعات طويلة من الانتظار، صب غضبه على عون أمن بالمصلحة حيث نشب شجار بينهما عندما حاول المواطن التسلل لمكتب الدفع المسبق فمنعه من ذلك المكلف بالأمن، وأفضى ذلك إلى استبدال عون الأمن بحارس آخر، شجار آخر وقع مع رئيس المركز وأحد الزبائن. المشكل حسب ما أجمع عليه المواطنون، برز في أفريل المنصرم، تاريخ الانطلاق في العمل بهذا النظام، وفي كل مرة يتقدم المرضى بملفاتهم لإعداد الدفتر ينتظرون لساعات طويلة إلى أن تنتهي ساعات العمل بالمركز دون أن يحين دورهم، وبالتالي يستغرق الأمر أياما بين غدو ورواح، قبل الالتحاق بمصلحة الفحص الطبي. البعض الآخر ممن التقيناهم اشتكوا نقص الاستعلامات، فالعديد كانوا يجهل تغيير نظام البطاقات واستبدالها بالدفاتر. وفي سياق متصل أكد رئيس المركز »للشروق اليومي« أن العمل يسير يوميا بوتيرة حسنة، في كل من مكتب الاستقبال ومكتب الدفع المسبق، وقال أن 90 بالمائة من الدفاتر تم إعدادها في انتظار إمضائها من طرف طبيبي المركز، مؤكدا على وجود طبيبين يشرفان على فحص المرضى أحدهما في عطلة حاليا، وقد أرجع سبب التعطيل إلى أن الطبيب لا يمنح البطاقة إلا بعد فحص المرضى. مساعد رئيس المركز من جهته أرجع العجز الذي يشهده هذا المركز إلى الضغط الكبير على مكتب استقبال الشكاوى، وأضاف أن سبب التعطيل هو مراجعة ملفات المواطنين وإعادة فحص المرضى في كل مرة قبل تقديم الوثائق اللازمة للحصول على الدفتر. وصرح نفس المتحدث أن المشكل لن يحل بغض النظر عن الإمكانات المعمول بها حاليا، لأنه من غير المعقول أن يشرف طبيب واحد على أكثر من 73 ألف مؤمّن، وقال إن تغيير النظام يتطلب توسيع المكتب وفصل كل مصلحة عن الأخرى. وبالمقابل، أكد أحد الموظفين بمصلحة الدفع المسبق أن 95 بالمائة من الدفاتر جاهزة لحوالي 6300 شخص، مستطردا أن المريض يستلم دفتره 20 يوما بعد وضع بطاقته على مستوى المكتب. ورغم ما يعانيه المركز من ضغوط، فإن العملية هذه أحسن من سابقاتها، لأنها تحد من بعض التجاوزات والسرقة الممارسة عند التعامل ببطاقات التضامن.