سعت وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي إلى عصرنة قطاع الضمان الاجتماعي، وذلك من خلال استحداث أنظمة عمل حديثة تتمثل في بطاقة مغناطيسية تسمى ب " بطاقة الشفاء" الهدف منها تسهيل خدمات الدفع والاسترجاع للمؤمنين إجتماعيا، حيث يعود التفكير في هذه البطاقة إلى سنة 2005، إلا أن العمل بها بدأ في سنة 2007 لتشمل خمس ولايات نموذجية هي بومرداس، المدية،عنابة وأم البواقي، وهي العملية التي لاقت نجاحا كبيرا بالنظر إلى مزاياها المتعددة. يستفيد حاليا أكثر من 3 ملايين جزائري من الخدمات التي تقدمها بطاقة "شفاء" التي بادرت إليها وزارة العمل والضمان الاجتماعي، حيث تم إلى غاية بداية سنة 2009 انجاز 975675 بطاقة، سلّم منها 781521 بطاقة تتوزع على 969602 عائلية و3452 فردية 2621 لذوي الحقوق، وهو ما يعادل نسبة 81.09 بالمائة، حيث يجري حاليا العمل بهذا النظام على مستوى 16 ولاية، أي ما يعادل 34.69 بالمائة من الوكالات المتواجدة بالتراب الجزائري، وكذا من قبل 300 مركز دفع، حسب ما أكده الوزير لوح،خلال إحدى تصريحاته، في انتظار أن يصبح عمليا خلال الأسابيع القادمة على مستوى وكالتين بالجزائر العاصمة التي انطلقت فيها عملية تجسيد البطاقة الالكترونية "الشفاء" تضم ما يعادل مليون و430 ألف مؤمنا،على أن تعمم العملية بالولايات ال 48 مع نهاية سنة 2011 والوصول إلى هدف الدفع من قبل الغير في أواخر سنة 2013. وفي هذا الإطار استنجدت مصالح وزارة العمل والضمان الاجتماع بوزارة البريد وتكنولوجيات الاتصال لمدها بالدعم التكنولوجي، والتجهيزات الالكترونية اللازمة، وحسب المعطيات التي المتوفرة فإن 1851 عون و1797 صيدلي تلقوا تكوينات ويستعملون النظام، وهو ما سمح بتحرير من مليون فاتورة الكترونية. أبواب مفتوحة على قطاع الضمان الاجتماعي ولتفعيل أكثر لآليات العمل الجديدة وتبسيطها للمستفيدين منها بادرت وزارة العمل والضمان الاجتماعي منذ انطلاق النظام الجديد إلى التحسيس وشرح كيفية العمل والاستفادة من بطاقة الضمان الاجتماعي "الشفاء" وذلك عن طريق تنظيم ملتقيات وأيام دراسية شارك فيها كل المعنيين بالعملية من أطباء صيادلة وممثلي المؤمنين، والتي كان آخرها الحملة التحسيسية والإعلامية التي يقوم بها الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء لفائدة مستعملي وشركاء الضمان الاجتماعي بغية تعريفهم بمختلف الخدمات التي تقدمها الهيئة وذلك تحت الرعاية السامية لوزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، حيث تم في هذا الصدد اختيار شعار " عصرنة، أنسنة، ومرافقة ". نظام العمل ببطاقة "الشفاء" يتيح للمؤّمن استعمالها أثناء توجهه إلى الصيدليات المتعاقدة مع الضمان الاجتماعي التعويض الفوري أي يتم اقتطاع المبلغ بأخذ بعين الاعتبار نسبة التعويض التي يستفيد منها المؤّمن دون الدفع الكامل ثم الانتظار لعدة أيام للحصول على التعويضات. الغرض من استعمال بطاقة الشفاء هو عصرنة تسيير الدفع ومن شأنه تقليص الجهد العضلي والمادي، إضافة إلى أن استخدام بطاقة الشفاء يلغي العديد من الخطوات التي كان يمر بها المؤّمن سابقا كملء بطاقة الطلبات، كما أنها تسهل عمل الموظفين في مراكز الدفع إضافة إلى كون البطاقة آلية حيث أنها تستخدم آليا ويتم دفع التعويضات أو اتوماتيكيا وهناك تواصلا مباشرا بين الصيدلانيين ومسيري الشركات الصيدلانية وكذلك مع بنك المعلومات باعتبارهم متعاقدين مع صندوق الضمان الاجتماعي فمثلا تحول الدفتر الذي كان يمنح لأصحاب الأمراض المزمنة فيتعاملون عن طريقه مع الصيدلي إلى بطاقة آلية سهّل عمل الصيادلة بخصوص التعويضات التي يدفعها صندوق الضمان الاجتماعي نيابة عن المرضى فاستعمال بطاقة الشفاء وضع حدا لقدم دفتر الدفع من قبل الغير، إضافة إلى تخليص مراكز الدفع من تجديد شراء دفاتر أخرى للمعني في حالة تمزقه بطاقة »شفاء« المصممة في غاية الدقة تصل مدة صلاحيتها إلى غاية 05 سنوات تحتوي على قدرة تخزين معلومات يقدر حجمها ب32 مي?ا اكتاك، مما يسمح لها بتحميل أكبر قدر من المعلومات الخاصة بالمؤّمن ومختلف الفواتير كما تستجيب المعايير الجودة العالمية. ومن خلال الشروحات التي قدمها الساهرون على قطاع الضمان الاجتماعي خلال هذه الأبواب المفتوحة فان هناك نوعين من بطاقات الشفاء منها البطاقة العائلية التي تحتوي على معلومات وبيانات المؤّمن وذوي الحقوق وتتضمن معلومات مفصلة عن كل فرد له حق الاستفادة من الخدمة ويصل عددها إلى 10 بيانات. أما بطاقة الشفاء الشخصية لذوي الحقوق فإنها تستخرج وفق شرطين إما أن يكون من يستفيد من خدمتها يعني من مرض مزمن يستوجب عليه التردد على العلاج أو أن يكون مقيم في مكان غير المكان الذي يقيم فيه صاحب البطاقة وذلك بغرض تسهيل العملية دون عناء التنقل في كل مرة يحتاج فيها البطاقة. وتسمح البطاقة الإلكترونية بتحديد هوية المؤّمن وإمضائه وذوي الحقوق، وتعمل بطاقة الشفاء على حفظ البيانات الإدارية معلومات عن نسبة حق التعويض وكذلك معلومات طبية مستعجلة ومجمل العمليات الطبية المعوضة بالإضافة إلى المعلومات التقنية الخاصة بالعملية. نظام التعاقد بين الطبيب المعالج والضمان الاجتماعي انطلق مع بداية السنة الحالية نظام التعاقد مع الطبيب المعالج، وذلك بعد أن شرعت الوزارة المعنية منذ مدّة في توزيع الاستمارات على الأطباء والتي اختيرت عنابة كولاية نموذجية لمباشرة العملية على أن تعمم لاحقا على باقي الولايات في آفاق سنة 2013، كما تم اختيار فئة المتقاعدين وذوي حقوقهم كأول فئة لتطبيق هذا النظام الذي يعد آخر خطوة ضمن محور عصرنة قطاع التأمينات وتعميم نظام الدفع من قبل الغير، وترمي هذه العملية إلى ترقية العلاقة بين الضمان الاجتماعي والطبيب المعالج والمريض. كل مختص في الصحة سواء كان طبيبا أو صيدليا متعاقدا مع الضمان الاجتماعي يتم تزويده بمفتاح خاص يسمح له باستعمال نظام "شفاء" ويتضمن المفتاح كل البيانات التي تمكنه من قراءة المعلومات الواردة في البطاقة ليتعامل مع الزبون على أساسها يمكنه أيضا الكتابة عليها أي إضافة تعديلات تخص الفواتير. وفي انتظار توسيع نظام عمل بطاقة الشفاء على مستوى كل ولايات الوطن. ومن جهتهم ابدي المواطنون الذين التقينا بهم خلال هذه الأيام المفتوحة من ارتياحهم واستحسانهم لهذا النظام الجديد من خدمات الدفع والاسترجاع الحديث الذي بدا العمل به، وان كان البعض منهم لم يع تماما كيفية العمل بنظام "بطاقة الشفاء".