تنبأ بعودة العلاقات الجزائرية المصرية إلى سابق عهدها أكد المفكر والمحلل الاستراتيجي الفرنسي باسكال بونيفاس ل "الشروق" على هامش المحاضرة التي ألقاها في الصالون الدولي للكتاب أمسية الخميس لتقديم كتابه "العولمة وكرة القدم"، أن الأزمة التي حدثت بين مصر والجزائر بسبب اللقاء الكروي الذي جمع الفريق الجزائري بنظيره المصري، كان ظهورا لتراكمات سابقة. * وأضاف الفرنسي باسكال بونيفاس في ذات السياق "لم يكن الانتصار الذي حققه الفريق الجزائري بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، وسمحت بظهور الاختلافات الجيوسياسية والتاريخية التي تميز العلاقة بين البلدين منذ القديم والتي لم تتح لها فرصة الظهور"، موضحا في ذات السياق أن "هذه التراكمات تمتد إلى سنة 1958 عندما رفض الفريق المصري خوض لقاء كروي مع فريق جبهة التحرير الوطني خوفا من الهزيمة". * وتنبأ في حديثه لنا بعودة العلاقات الجزائرية المصرية إلى سابق عهدها وحالتها الطبيعية، مشيرا إلى أن ما يجمع هذين البلدين أكثر من مباراة كرة قدم. * كما تحدث المفكر باسكال بونيفاس، عن دعم الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لدول الجنوب والفرق الإفريقية، واصفا قرار احتضان دولة جنوب إفريقيا لبطولة كأس العالم لهذه السنة بالقرار الجريئ، معارضا كل الانتقادات التي وجهت ل "الفيفا" بسبب قراراتها والشروط التي تفرضها على المنخرطين فيها، مؤكدا: "الفيفا لا تفرض على الآخرين الانتظام إليها" قبل أن يضيف بالقول "إنها قوة حقيقية ولكنها ليست تعسفية كما توصف في الغالب". * وخلال تطرقه للحديث عن مؤلفة "كرة القدم والعولمة"، وصفها بالاستثناء الأجمل في العولمة، مؤكدا في هذا السياق أنها عامل من العوامل البناءة في تكوين الهوية الوطنية، مؤكدا الدور الذي تلعبه في تلاشي الأحقاد التمييز العنصري بين الشعوب، الذي يظهر من خلال مناصرة شعوب لفرق مختلفة، مؤكدا أن ما صنعته كرة القدم عجزت عنه أقوى المؤسسات والمنظمات الدولية على شاكلة هيئة الأممالمتحدة.