حي دبيبالعلمة تحوّل حي دبيبالعلمة إلى قبلة للتونسيين الذين أصبحوا يتوافدون بشكل ملحوظ على هذا السوق من أجل اقتناء مختلف السلع والبضائع المستوردة من الخارج، خاصة تلك التي يدخلها تجار العلمة من الصين بأثمان مغرية. التونسيون يتوافدون على حي دبيبالعلمة لشراء المواد الكهربائية والخردوات والعقاقير وأجهزة استقبال الهوائيات المقعرة التي تنقل إلى تونس بكميات معتبرة. ويركز التوانسة على المواد الكهربائية والخردوات بمختلف أنواعها، وذلك راجع إلى أسعارها المغرية لأن تجار دبي يفضلون التعامل مباشرة مع المصدر المنتج لهذه المواد بجمهورية الصين الشعبية التي أصبحت تصنع كل الأشياء التي تخطر على البال وحتى التي لا تخطر على البال. وعلى سبيل المثال فإن أجهزة استقبال الفضائيات التي تعرف رواجا بالعلمة لا يمكن إدخالها بسهولة إلى تونس، ويؤكد التونسيون أنهم اكتشفوا جهاز الاستقبال والهوائيات المقعرة في بداية هذه العشرية بفضل الجزائريين الذين يجتاحون تونس للسياحة في فصل الصيف، حيث نقلوا ثقافة البارابول إلى البلد الشقيق وعرفوهم على "الديمو" الذي لم يكن يعرف رواجا في تونس. والتونسيون حاليا يقتنون هذا الجهاز من حي دبي ويحولونه بطريقتهم الخاصة إلى تونس نظرا للأسعار المغرية لهذا الجهاز بالعلمة. وحسب أحد المستوردين التونسيين المدعو (ب.لحبيب) الذي التقيناه بالعلمة فإن تكلفة تحويل المنتوجات المستوردة من العلمة إلى تونس بهذه الطريقة أقل بكثير من تكلفة استيرادها من الصين مباشرة إلى تونس، وذلك لأن الاستيراد في تونس تحتكره فئة معينة تختص في استيراد مختلف المنتوجات بطريقة حصرية ولا يمكن لأي تاجر أن يقتحم هذا العالم، خاصة لما يتعلق الأمر بالمواد الواسعة الاستهلاك. كما أن إجراءات إدخال السلع الأجنبية إلى تونس جد معقدة وتفرض على أصحابها إجراءات جبائية وضرائب متنوعة تنعكس على تكلفة المنتوج، كما هو الشأن مع أجهزة الاستقبال والهوائيات المقعرة التي يصل سعرها إلى أضعاف ما هو عليه بالجزائر. ويؤكد محدثنا بأن العلمة أبهرته بالسلع المتوفرة بكثرة وبمختلف الأنواع خاصة في ميدان الكهرباء والالكترونيك. والغريب أنه في سوق دبيبالعلمة التقينا امرأة تونسية تدعى خديجة تنقلت خصيصا من تونس إلى العلمة لاقتناء بعض السلع، ولما سألناها عن سبب هذا المشوار أكدت لنا أنها بصدد بناء منزل جديد، وقد جاءت إلى العلمة لشراء اللوازم المتعلقة بالكهرباء المنزلية ولوازم الديكور والأثاث لأنها متوفرة بكثرة بدبي وبمختلف الأنواع وبأسعار معقولة، وتقول محدثتنا إن سوق دبيبالعلمة أصبح معروفا بتونس وإني أستغرب للجزائريين الذين يقتنون حاجياتهم من الخارج وكل شيء متوفر هنا بالعلمة. وقد أكدت لنا هذه المرأة التونسية أن دبي هي قبلة للتجار التونسيين وللمواطنين العاديين الذين يفضلون العلمة لتجهيز منازلهم بمختلف اللوازم. وحسب مصادرنا فإن التونسيين يقومون بتحويل السلع من دبيالعلمة إلى تونس بالاستعانة بمختصين من ولاية تبسة يتولون مهمة نقل البضاعة وقطع الحدود بطريقتهم الخاصة، وعلى نفس المنوال يتم نقل بضائع أخرى كالخردوات و المواد الكهربائية التي تعبر مختلف ولايات الشرق الجزائري وتدخل السوق التونسية وهو نوع آخر من التصدير من الجزائر إلى البلد الشقيق.