يعتبر سوق دبي الواقع شمال-شرق السوق المركزي والذي تأسس على أنقاض سوق ليبية المحول قبل أزيد من عقدين الى موقعه الحالي شمال-غرب حي النزلة واحد من أهم مراكز التسوق بمنطقة الجنوب ككل حيث يضم أزيد من 600محل تختص في تجارة عديد السلع المستوردة من شرق آسيا على وجه . وتعود شهرته بالتسمية الحالية على خلفية ازدهار جلب المواد المستوردة بين منتصف تسعينيات القرن الماضي ومطلع الألفية الجديدة من عاصمة الإقتصاد العالمي كما باتت تسمى منذ سنوات دبي العاصمة الاقتصادية الحالية لدولة الإمارات العربية . وقد تنوعت السلع على غرار تنوعها في الوقت الحالي و توفره على كل ما يريده المتبضع من حاجيات تتمثل في الملابس النسوية داخلية كانت أو خارجية ،كل أشكال الديكور المنزلي،الملابس الرجالية وملابس الأطفال ،الألعاب بلاستيكية كانت أو إلكترونية فضلا على الروائح و العطور المصنعة في الخارج أو المنتجة بمختلف المعامل التي جعلت من وادي صوف واحدة من أهم قلاع إنتاج العطور وطنيا وعربيا ناهيك على الأفرشة و الأغطية المستوردة من الصين وكل ما تعلق بتجهيز العرائس و غيرها مما يحتاجه المواطن القاصد للتسوق خاصة أنه يعد مقصدا للعديد من المواطنين من مختلف ولايات الوطن. ولعل من أبرز أسباب شهرة السوق وتحوله الى قبلة لقاصديه الى جانب تنوع السلع والبضائع المعروضة الأسعار المغرية والتنافسية التي شكلت أحد أهم العوامل المساعدة على التدفق اليومي للزبائن أين يعج تقريبا صباحا ومساءا بالمتسوقين غير أن السمة الطاغية عليه هو الفئة النسوية التي تتواجد بكثافة داخل أروقته على مدار الأسبوع. وبما أنه تحول الى سوق نسوي بإمتياز فإن من المظاهر السلبية التي طغت عليه ما أثاره أصحاب المحلات في عديد المناسبات والتي عبروا فيها عن قلقهم المتزايد بتزايد أعداد الشباب المتسكعين الذين يقومون بمضايقة المتسوقات اللواتي يترددن بإستمرار على هذه المحلات المخصصة لبيع الألبسة النسوية كما سبق التطرق إليه سالفا. وحسب عدد من هؤلاء الباعة فإن مشاهد إيذاء الفتيات على وجه الخصوص تزايد في الآونة الأخيرة بشكل بات يدعو للقلق الأمر الذي أدى بالعديد من النساء الى التوقف عن التسوق بهذه المحلات وهو وضع بات على حد تعبير هؤلاء يؤثر بشكل كبير على نشاطهم التجاري. ويبدي هؤلاء التجار دهشتهم وغرابتهم لكون هذه السلوكيات غير الأخلاقية و التي لا تصدر فقط من المراهقين و الشباب فحسب بل تعدتها الى أشخاص كبار متزوجين. وفي هذا الاطار أشار تاجر بالسوق الى انه وقع في الكثير من المرات في مشادات كلامية مع أشخاص يلاحقون المتسوقات وهن داخل متجره. كما أكد آخر أن تفاقم هذه الظاهرة سيؤدي حتما الى عزوف المتسوقات على قصد هذه المتاجر التي تحتوي في غالبها على سلع وألبسة نسوية بدرجة أولى. وبالمقابل يرى بعض رواد هذا السوق ان هناك بعض المتسوقات يقمن بسلوكات ملفتة للانتباه وتثير غريزة الشباب وهو ما يؤدي في آخر المطاف لتعرضهن الى المضايقات من طرف المتسكعين. ويرى الكثير من أهالي مدينة الوادي انه بات حتميا على كل الجهات الفاعلة التصدي لمثل هذه السلوكات التي لا تمت بصلة لتقاليد المنطقة ولا للعرف المحلي السائد بها،مؤكدين على ضرورة ان تلعب مؤسسات المجتمع المدني دورها المنوط بها في التصدي لهذه الظاهرة ومحاربتها بإعتبارها سلوكا مشينا يسئ للمجتمع ككل و لا يشرف منطقة معروفة كقطب تجاري وأكثر من ذلك سياحي هام في خارطة السياحة الجزائرية وتتنافى مثل هذه التصرفات مع ما تنفرد به الوادي من خصائص.