ظفر "خارجون عن القانون" للمخرج الجزائري رشيد بوشارب، سهرة أمس الأول بالجائزتين الذهبيتين الكبيرتين في الطبعة ال18 لمهرجان دمشق السينمائي الدولي، في مسابقتيه الدولية والعربية، وذلك بإجماع لجنتي تحكيم المسابقتين. * انتزع فيلم رشيد بوشارب إجماع النقاد ولجنتي تحكيم المنافستين العربية والدولية فاستحق التتويج بالجائزتين الذهبيتين، عكس الأفلام التي حازت بقية الجوائز وسط بعض التشكيك من طرف النقاد. كما سجل الفيلم أعلى نسبة حضور للجمهور خلال عرضه، وحظي بالثناء والكثير من التصفيقات من طرف الجمهور السوري، حيث امتلأت القاعة عن آخرها في حفل الختام الذي أعلن فيه تتويج الفيلم الجزائري على وقع زغاريد جزائرية وتونسية دوت في سماء القاعة، حيث اعتبر التونسيون الحاضرون في حفل الختام فوز الفيلم انتصارا تونسيا أيضا على اعتبار أن تصوير جزء منه كان في تونس . * من جهته، عبّر المخرج المصري منير راضي، عضو لجنة تحكيم المسابقة العربية في تصريح ل " الشروق " عن انبهاره بالفيلم الجزائري، وأكد على أن أعضاء اللجنة أجمعوا على استحقاقه التتويج منذ البداية . * واعتبر بعض النقاد أن مهرجان دمشق السينمائي الدولي انتصر لفيلم "خارجون عن القانون"، لكن عن استحقاق، بعد أن خرج خالي الوفاض من الدورة الأخيرة لمهرجان كان، على خلفية اللغط والانتقادات الكبيرة اللاذعة التي تلقاها، من طرف اليمين الفرنسي خاصة، الذي شن حملة واسعة عليه في بعض الصحف الفرنسية، ونزل إلى الشارع في مظاهرات ضد عرض الفيلم أمام صالة عرض المهرجان لاعتبار محتواه التاريخي " مهينا لفرنسا " . * ودخل "خارجون عن القانون" غمار المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، التي عرفت مشاركة عدد من الأفلام العربية والأجنبية لمخرجين مهمين في الوسط السينمائي العالمي، من بينها ثلاثة أفلام شاركت في المسابقة الرسمية لمهرجان كان في دورته الأخيرة، وهم: "حياتنا" للمخرج الإيطالي دانييل لوشيتي و"أميرة مونبنسييه" للمخرج الفرنسي بيرتران تافرنييه، ولنزاهة لجنة تحكيم مهرجان دمشق وشفافيتها وإيمانها بالعمل الجمالي، منحت فيلم بوشارب القيمة التي يستحقها وتوجته بجوائزها. * ومنحت لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة الجائزة البرونزية إلى الفيلم التونسي "موجة" للمخرج محمد بن عطية، والفضية إلى الفيلم السلوفيني للمخرجة كاترينا سلوفاكا، أما الجائزة الذهبية فكانت من نصيب الفيلم البلجيكي "الأرجوحة" للمخرج كريستوفر هيرمنس. * كما تحصل الفيلم السوري "حراس الصمت" للمخرج سمير ذكرى على تنويه خاص للجنة التحكيم، وفي فئة الأفلام الطويلة، تحصلت الممثلة الألمانية غبرييلا ماريا شمانتي على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "مصففة الشعر" وأحسن ممثل لبيستيرينو جورج عن دوره في فيلم "إذا أردت أن أصفر فسأفعل"، وذهبت جائزة مصطفى العقاد لأفضل إخراج إلى الفيلم التركي "كوسموس"، ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة إلى الفيلم الإيطالي "حياتنا"، أما الجائزة البرونزية فكانت من نصيب الفيلم السوري "مطر أيلول" للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، والفضية للفيلم الإيراني " يرجى عدم الإزعاج " للمخرج محسن عبد الوهاب . * وكرم المهرجان في حفل الاختتام المخرج العالمي أوتار يوسلياني والممثلة المصرية نبيلة عبيد، كما منح المهرجان درعه إلى وزير الثقافة السوري رياض عصمت، وانتهى الحفل الذي أحيته فرقة إنانا للفنون الشعبية الفيلم التايلندي "العم بوندي" الحائز على سعفة مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الأخيرة . قال أن النقاد وصفوه ب " فيلم العشرية " الذي رفع رأس السينما العربية أحمد بجاوي : " خارجون عن القانون أصبح راية لكل المحرومين " قال أحمد بجاوي، رئيس الوفد الجزائري إلى مهرجان دمشق، بأن فيلم "خارجون عن القانون" المتوج بجائزة أحسن فيلم عربي والجائزة الكبرى للمهرجان قد حقق الإبهار وصنع الإعجاب عندما عرض بدمشق، حيث استقطبت رائعة رشيد بوشارب أنظار النقاد ومتتبعي السينما الذين حضروا المهرجان سواء كانوا من العرب أو الأجانب . أوضح بجاوي، في تصريح للشروق بمطار هواري بومدين الدولي، بأن الفيلم عرض على هامش احتفال السفارة الجزائرية بعيد الثورة بحضور 1200 شخص وقفوا مصفقين للعمل مدة خمس دقائق، ونفس الإقبال حققه العمل عند عرضه في إطار المسابقة الرسمية للتظاهرة، حين استمر النقاش، يقول بجاوي، 3 ساعات كان فيها الحضور يصفقون بحماس كلما عرضت اللقطات التي تدعو للحرية والثورة ضد المستعمر الغاشم . وأوضح بجاوي بأن العمل انتزع شهادة النقاد وإجماع أعضاء لجنة التحكيم على أن المستوى الكبير لخارجون عن القانون فاق كثيرا الأفلام المتنافسة في المهرجان، حيث وصفه الناقد سمير فريد ب "فيلم العشرية الذي رفع رأس السينما العربية عاليا ويجب أن ننتظر عشرين سنة حتى نرى عملا في مستواه، وعار على كان أنها لم تتوجه ". وأضاف بجاوي: "إذا كانت "معركة الجزائري" تمثل الجزائر، ف "خارجون عن القانون" صار اليوم راية جزائرية لا تمثل فقط النضال الجزائري وتاريخها المجيد، لكنه رمز يتبناه كل المظلومين و الباحثين عن أمجاد الحرية". وكشف بجاوي، الذي عاد أمس من دمشق، بأنه تردد في كواليس المهرجان بأن لجنة التحكيم كانت ستمنح جائزة لشافية بوذراع عن أدائها الرائع في العمل، لكنها تراجعت مخافة أن يقال أن الجزائريين استولوا على كل شيء وتراجعت. وفي سياق متصل قال بجاوي أنه "لولا الاتجاه السياسي الذي فرض على مهرجان كان لتوج خارجون عن القانون بالسعفة الذهبية ". سينمائيون وسفراء يهنئون الجزائر على تتويجها الممثل القدير أحمد بن عيسى : " تتويجنا هدية إلى جميع شعوب العالم التي تعاني القمع " "في السبعينيات شاركت في فيلم "سنعود" مع نخبة من الممثلين من الجزائر وسوريا ومصر وأعد الجمهور الجزائري والعربي بأنني سأعود وسيلمع نجم السينما الجزائرية مجددا في سماء السينما العالمية، وأشكر لجنة التحكيم على نزاهتها وثقتها في الفيلم، وأهدي هذا الفوز الكبير بالنيابة عن فريق العمل إلى الشعب الجزائري المكافح والمناضل، وإلى جميع شعوب العالم التي تعاني القمع وتناضل لنيل حريتها " . مدير لقاء نابل للسينما العربية محمد الطاهر العجروتي : " بوشارب حالة نضالية أثبتت قدرتها على اقتناص أهم الجوائز العربية والدولية " "بوشارب من أهم المخرجين الذين يشكلون حالة في تكوينه السينمائي وفي إخراجه، بفيلمه الذي أثار ضجة كبيرة منذ الإعلان عنه، وهذه هي السينما الحقيقية التي تقدم الحلول والبدائل.. فيلم "الأهالي" وما أحدثه في فرنسا وأرغم باريس على الاعتراف بحقوق الأهالي الذين استغلهم المخرج في حالة نضالية ومعرفية ثقافية أثبتت اليوم مع لجنة تحكيم متميزة قدراتها في اقتناص الجائزة الأولى عربيا ودوليا، وألف ألف مبروك للجزائر " . الممثلة القديرة شافية بوذراع : " بوشارب جعلني أم الإنسانية " "بعد عشرين سنة من العمل مع بوشارب في فيلم "شرف عائلتي" الذي صورناه في مدينة "روبي" الفرنسية، وكان من أفضل الأفلام في مسيرتي الفنية، ومنذ أن بدأت التمثيل سنة 1963 وأنا أجسد شخصية الأم، وكان يطلق علي لقب "أم الجزائريين"، وبعد مشاركتي في "خارجون عن القانون" أصبحت أم الإنسانية، وأهدي هذا التتويج إلى الجزائر شعبا وحكومة وألف مبروك لنا " ، وقالت شافية بوذراع في تصريح خاص للشروق أنها تتمنى أن تجسد شخصية " برناردا ألبا " . السفير الجزائري بسوريا صالح بوشة : " دمشق ضربت بالموقف الفرنسي العنصري عرض الحائط " "أنا سعيد جدا، لأن الفيلم الجزائري "خارجون عن القانون" يحظى بهذا التكريم الكبير عربيا ودوليا، وما هذا إلا عدالة للموضوع. والفيلم من ناحية الإنتاج السينمائي الفني الذي كان بدون منازع أكبر فيلم عرض في المهرجان، وكذلك للرسالة التي يحملها وهي رسالة مقاومة الشعب الجزائري للاستعمار وحصوله على الاستقلال، نتمنى من خلال هذا التكريم العربي على أرض دمشق أن يفتح بابا كبيرا وعريضا لفيلم "خارجون عن القانون" الذي يروي قصة إحدى الثورات الجزائرية، وأن يعطي لهذا الفيلم زخما دوليا من خلال بوابة مهرجان دمشق، وأن يكون منبرا للرقي بهذا الفيلم على الساحة الدولية، لأن هذه التراكمات ومخالفات التاريخ لا تؤثر في أي شيء، وأرض دمشق أعطت اليوم المصداقية لهذا الفيلم ومنحته مكانته الحقيقية، ومبروك للجزائر على هذا التتويج ". السفير الفرنسي بدمشق : " هنيئا للجزائر بهذا الفوز الكبير " " ما يسعني سوى أن أهنئ الجزائر بهذا الفوز الكبير، لأن الفيلم يستحق التتويج لما يحمله من رسائل هادفة وبراعة المخرج في تصوير ثورة الجزائر ونضال شعبها، هنيئا مجددا للجزائر وبوشارب ". الممثل السوري ورئيس لجنة تحكيم المسابقة العربية أسعد فضة : " فيلم بوشارب أبهرنا " "بداية أهنئ الجزائر الشقيقة بهذا التتويج الذي حظيت به في مهرجان دمشق ممثلة بفيلم بوشارب الرائع، الذي أبهر لجنتي التحكيم العربية والدولية بصورته الرائعة وحبكته الدرامية، حيث نال جوائزه بإجماع منهم، وأؤكد أنه لم يكن اختلاف ولا اعتراض على منحه الجائزتين العربية والدولية، وهنيئا مجددا لبلد المليون ونصف المليون شهيد ". الممثلة السورية سلمى المصري : " هذا ليس جديدا على السينما الجزائرية " " أنا جد سعيدة بالجوائز التي تحصل عليها فيلم بوشارب الذي أبهرني بتقنياته الفنية العالية، وهذا ليس جديدا على السينما الجزائرية التي شرفت العرب جميعا في مهرجان كان بحصدها سعفته ". كواليس المهرجان علمت "الشروق اليومي" من مصادر مؤكدة جدا من لجنة تحكيم مهرجان دمشق السينمائي الدولي بأن المخرج السوري اسماعيل نجدة أنزور رفض منح أي جائزة للفيلمين السوريين "مطر أيلول" و"حراس الصمت"، إلا أن إدارة المهرجان ضغطت على لجنة التحكيم ليحصل الفيلمان على جوائز بمهرجانهم السينمائي الوحيد، غير أن نجدة أنزور أصر على موقفه ورفض التوقيع على لائحة اللجنة وجوائزها . أكدت مصادر "الشروق" بأن المخرجة المصرية وعضو لجنة تحكيم المسابقة الدولية ساندرا نشأت، ضغطت على لجنة التحكيم لمنح الجوائز للفيلم المصري الوحيد المشارك في المهرجان وهو "الوتد" للمخرج مجدي الهواري، وذلك بعد ما قررت اللجنة منح الفيلمين السوريين جوائز، وقالت مصادرنا أن ساندرا رفضت ذلك بشدة وقالت "بما أنكم لا تعملون بمهنية وتتوجون الأفلام لإرضاء صناعها، يجب تكريم الفيلم المصري ومنح جائزة للمثلة غادة عادل عن دورها في الفيلم"، ورفضت ساندرا هي أيضا التوقيع على جوائز اللجنة وغادرت سوريا قبل حفل الختام. وفي ذات السياق، أكدت مصادرنا أن لجنتي التحكيم الدولية والعربية لم تختلفا على تتويج "خارجون عن القانون"، وأن منحه جائزتي أفضل فيلم عربي والجائزة الذهبية للمهرجان كان بالإجماع لقوة موضوع الفيلم وتقنياته الفنية العالية. كان السفير الجزائري بسوريا حريصا على راحة الوفد الجزائري الذي حضر المهرجان، وقد جند جنوده في السفارة لخدمة الوفد والسهر على راحتهم للاطمئنان على سلامتهم واستمتاعهم بزيارتهم لحيفاء، ونظم وليمة عشاء على شرف الوفد الجزائري احتفاء بتتويج "خارجون عن القانون". نجدت أنزور عضو لجنة التحكيم في مهرجان دمشق ل " الشروق ": " خارجون عن القانون " فيلم عالمي استحق الجائزة الذهبية بالإجماع أثنى مخرج "ذاكرة الجسد" إسماعيل نجدت أنزور مطولا على التقنية العالية التي تميز بها فيلم رشيد بوشارب وأكد في تصريح هاتفي مع الشروق على انه الفيلم الوحيد الذي فرض تميزه وتفرده منذ البداية، وانه فيلم عالمي بكل المقاييس، نال إعجاب لجنة التحكيم ولاقى إجماعها المطلق على تتويجه بالذهبية، وأضاف في نفس السياق قائلا: "فيلم بوشارب فيلم فوق الوصف، ناقشناه مطولا في جلسة راقية المستوى وأنا شخصيا أشجع هذا التوجه الوطني عندما تواكبه تقنية واحترافية، لأنه رسالة إنسانية في غاية الأهمية". كما كشف عن تحفظه الكبير على رئيس لجنة تحكيم الفيلم الطويل الروسي فلاديمير مينشوف "لقد صدمت في مستواه وطريقة عمله وعبرت عن رأيي منذ البداية مثلما عبرت في نفس الوقت عن غضبي من تتويج فيلم سوري رغم انه لم يكن في المستوى. ليس ضروريا تتويج فيلما سوريا، لأننا من ينظم المهرجان، هذا خطأ وعيب، لأن الأفلام السورية المشاركة لم تكن في المستوى المطلوب وكنت أفضل لو توج الفيلم الفرنسي أو الألماني أو الإسباني . ومن هذا المنطلق انسحبت والمخرجة المصرية ساندرا نشأت ". للإشارة فإن مهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر افتتح في دار الأوبرا السورية في السابع من الشهر الجاري واستمر حتى الثالث عشر منه، وضم إلى جانب المسابقات عددا من التظاهرات وهي "البرنامج الرسمي"، وتضم أفلام الجوائز، وتظاهرة "سوق الفيلم الدولي"، وتظاهرة المخرج الفرنسي إيريك رومر التي احتوت على 13 فيلما من أعماله، وتظاهرة المخرج الأمريكي أورسون ويلز، وتظاهرة المخرج البولوني رومان بولانسكي، وتظاهرة المخرج البريطاني ريدلي سكوت، والمخرج الأمريكي ديفيد لينش، وتظاهرة المخرج أمير كوستوريتسا، وتظاهرة "درر السينما الثمينة"، وعشرة أفلام ضمن تظاهرة إنتاجات المؤسسة العامة للسينما في سوريا، وتظاهرة "مقهى السينما العالمية" والتي ضمت 12 فيلما من أفلام الجوائز الكبرى، وتظاهرة مارلون براندو، وتظاهرة ساندرا بولوك، وتظاهرة السينما الدانماركية.