توج فيلم ''خارجون عن القانون'' المثير للجدل للمخرج رشيد بوشارب في حفل اختتام الدورة ال18 لمهرجان دمشق السينمائي الدولي سهرة أول أمس، بأكبر جائزتين ذهبيتين باختياره كأفضل فيلم عربي لعام ,2010 وأحسن فيلم ضمن قائمة الأفلام الطويلة المشاركة في المنافسة الرسمية، فيما عادت الجائزة الفضية للفيلم الإيراني ''يرجى عدم الإزعاج'' للمخرج محسن عبد الوهاب، والبرونزية للفيلم السوري ''مطر أيلول'' للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد. وتم توزيع جوائز الأفلام القصيرة بحضور بارز للوجوه الفنية العربية والأجنبية، حيث توج الفيلم البلجيكي ''الأرجوحة'' للمخرج ''كريستوف هيرمانز'' بالجائزة الذهبية فيما نال الفيلم السلوفاكي ''حجارة'' للمخرجة ''كاترينا كيريكيسوفا'' بالجائزة الفضية، وذهبت البرونزية للفيلم التونسي ''موجة'' لمخرجه محمد عطية. ومنح مهرجان دمشق جائزة ''مصطفى العقاد'' للمخرج التركي ''ريها إيردم'' عن فيلمه ''كوزموس'' بينما عادت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الإيطالي ''حياتنا'' للمخرج ''دانييل لوشيتي''، واكتفى المهرجان بالتنويه بالفيلم السوري ''حراس الصمت'' للمخرج سمير ذكرى في إطار ''التوجه النبيل لاستفادة السينمائيين من الرواية العربية الجادة ونقلها إلى الشاشة الكبيرة'' . وشهدت التظاهرة التي نظمت على مدار أسبوع كامل، عرض 222 فيلما روائيا طويلا، بينها 24 فيلما من أفلام المسابقة الرسمية، إضافة إلى 92 فيلما قصيرا من 46 دولة عربية وأجنبية. كما تضمن المهرجان إقامة 14 تظاهرة سينمائية، إضافة إلى عدد من النشاطات، أبرزها الطاولة المستديرة التي ناقشت موضوع دور المهرجانات السينمائية العربية في تطوير الإنتاج السينمائي وتسويقه، إلى جانب توزيع نحو 21 كتابا حول ''الفن السابع''. وفي السياق ذاته، ينتظر عرض فيلم ''خارجون عن القانون'' في الثامن ديسمبر القادم بمدينة ''لوس أنجلس'' الأمريكية ضمن ''التصفيات'' لتسجيله في القائمة الصغيرة للأفلام الخمسة التي يتم اختيارها للمشاركة في جوائز ''الأوسكار'' كأحسن فيلم أجنبي، فيما سيكون الاختيار النهائي منتصف شهر جانفي القادم. ويأتي تتويج فيلم ''خارجون عن القانون'' الذي يتواصل عرضه ب''قاعة الموقار'' في العاصمة إلى غاية نهاية الشهر الجاري، في الوقت الذي لا يزال يتعرض إلى موجة انتقادات حادة من قبل أطراف فرنسية ''متعصبة'' لا تزال تحن إلى الماضي الاستعماري بالنظر إلى الحقائق المؤلمة التي كشفها، وهمجية المستعمر الفرنسي التي صورها من خلال مواجهة مظاهرات سلمية لجزائريين خرجوا عقب نهاية الحرب العالمية الثانية مطالبين فرنسا بتنفيذ وعودها ومنحهم الاستقلال، بالقمع والرصاص والمجازر المروعة التي راح ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد. وبينما أكد رشيد بوشارب مرارا على أن فيلمه الذي شارك في الدورة الأخيرة لمهرجان ''كان'' ضمن المسابقة الرسمية، لم يذكر سوى الحقائق التاريخية التي لا يمكن نكرانها أو تجاوزها، اتهمه اليمين المتطرف الفرنسي ب''المبالغة'' و''تهويل الأمورٍ''، ووصل الأمر إلى حد اتهامه ب''سرقة السيناريو'' في محاولة لمنع عرضه في قاعات السينما الفرنسية. من ناحية أخرى، استقطب ''خارجون عن القانون'' نخبة من أبرز وألمع نجوم السينما الجزائرية والمغاربية، على غرار الفنانة القديرة شافية بوذراع في دور الأم، وأحمد بن عيسى في دور الأب، والأبناء جمال دبوز ورشدي زام وسامي بوعجيلة، إلى جانب الفنان الراحل العربي زكال في دور ''القايد''.