في أي سنة هجرية نحن؟ سؤال فيه الكثير من الإحراج طرحناه على الكثير من الجزائريين صباح أمس قبل يوم من عيد المسلمين الكبير، وللأسف لم نجد سوى علامات استفهام.. السؤال حولناه إلى الذين ينتقدون وبشدة الذين يحتفلون برأس السنة الميلادية، حيث بدأ هؤلاء بحضّرون لاحتفالاتهم عبر السفريات والهدايا، وهم يعلمون اليوم الذي سيصادف الفاتح من جانفي 2011 .. وللأسف أيضا وجدنا أن الاستعمار المسيحي هو المتمكن من الجميع بما فيهم أهل الدين الذين اعترفوا أن السنة الهجرية بالنسبة إليهم مجرد يوم يتذكرون فيه هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أحد منهم يعلم عيد ميلاد إبنته بالهجري ولا حتى يوم وفاة العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي نحفظ يوم وفاته في 16 أفريل 1940 ولا أحد من أهله ولا من علماء الدين والائمة يعلمون متى توفي الشيخ ابن باديس بالهجري .. والمشكلة ليس في الدولة كما كانت بعض الإجابات وإنما في أفراد الشعب، لأنها ليست هي من تذكرهم بالسنة والشهر والأيام الهجرية.. والدليل على ذلك أن الجريدة الرسمية التي هي لسان حال الدولة الجزائرية تؤرخ لقرارات الحكومة بالتأريخ الهجري قبل الميلادي، بينما كل المؤسسات الخاصة تؤرخ بالميلادي بما في ذلك التي لها بعد ديني إلا من رحم ربك.. وقد تأسف الكثيرون عندما سألناهم واكتشفوا أن رأس السنة الهجرية بالنسبة إليهم ليس أكثر من يوم راحة، بينما يلاحظون كيف تمكن المسيحيون من فرض تواريخهم حتى أن الانتصارات العصرية التي حققناها ومنها ثورتنا واستقلالنا نحفظ تواريخها الميلادية وليس الهجرية عكس الفتوحات الكبرى في فجر الإسلام من قادسية ويرموك التي نؤرّخ لها بالسنة الهجرية .. وحتى لا ننسى عيد سعيد 1432ه .